الزواج و السلوك المسيحي
صفحة 1 من اصل 1
الزواج و السلوك المسيحي
الزواج و السلوك المسيحي
إعداد الشماس : سيلمان عازر
مقدمة
عظيم هو الرب يسوع الذي أحبنا لانه سفك دمه الغالي فداء عنا إذ دفع فينا اغلي ثمن و اعطنا البنوه و حررنا من الخطية وانه يحذرنا ان نسلك في العالم بالكمال المسيحي و نعيش ايام غربتنا علي الارض بكامل لكى نصل الي الحياة الابدية ونرث الملك الذي اعده الله لمحبي اسمه القدوس كقوله :
+ من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله و سيلبس ثيابا بيضاء ولن امحوا اسمه من سفر الحياة " رؤ 2 :7 و 3 :5 "
وإننا إن عشنا في وصايا الله و السلوك المسيحي نكون أحرارا و نحتفظ بالحرية التي أعطانا الله إياها
+ لأنه إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحرارا " يو 8 : 36 " فالإنسان المسيحي الذي يدعو الله أبانا الذي في السموات فلابد أن يعيش كما يحق للمسيح في كل شي لأن معلمنا بولس يقول :
+ عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح " في 1 : 27 " +
إهداء خاص
نور عيني وفاء وديع .
اهدي أليك هذه السطور في الذكري الرابعة لرحيلك إلي بيتك السمائى أنني استمد هذه الكلمات من خلال عشرتي الغالية معك ومن سيرتك العطرة و حياتك الطاهرة الذكية طوال حياتك في غربة هذا العالم .
يا من كنت لنا سند في الدنيا و الأن أنت شفيعة لنا في السماء كنت لنا السور الذي يحيط حولنا و الأن الجسر الذي نعبر به للفردوس .
كنت الملاك الذي يرفرف حولنا علي الأرض لنعيش في سلام و الأن أنت ملاك يصلي من أجلنا لنعبر أرض الغربة بسلام كنت الشمس التي تعطينا دفئ الحياه بحبك و الأن أنت الشمس التي تنير لنا الطريق و ترشدنا إننا لا نشعر بفراقك الجسدي لأن روحك ترفرف حولنا في كل لحظة و إن كان جسدك قد فارقنا فروحك معنا كل حين
يا من كنت نموذجا للزوجة الصالحة و إلام الحنون و الأخت الفاضلة كنت لنا نعمه الزوجة و الأم و الأخت و الصديق .
كنت و ديعة في حياتك فتركت محبتك في قلب كل من تعامل معك . كنت نموذجا حيا للصبر علي تحملك الألأم سنين طويلة بشكر وحمد .
كنت المرشد وقت الحاجة كنت تهتمين بحياتك الروحية لن انس قولك لي :
جهز تونيتك علشان تلبسها لان الشماس الذي يقف من غير التونيه يكون واقف في الكنيسة اثناء القداس عريان عيشي كملاك علي الأرض و رحلتي كنسمة صيف اكملتى رسالتك كسفيرة للسيد المسيح علي الأرض .
تمثلتى بسيدك في التسامح فكنت تصفحين لكل من يسئ اليك و تصلي من أجله أمام مذبح الله المقدس بكل حب كنت امينة في الغطاء فاستحقيتي أن تقولي مع معلمنا بولس الرسول :
جاهدت الجهات الحسن اكملت السعي حفظت الإيمان و أخيرا قد وضع لي إكليل البر
ملاكي الطاهر
ان روحي تشتاق الي لقائك . و نفسي تعيش علي زكراك أذكرينا انا و بناتك أمام عرش الله حتى نلتقي في الفردوس .
لان الذي يجمعه الله لا يفرقه انسان " مت 19 : 6 "
الزواج المسيحي
تمر المسيحية في هذه الأيام لمهاجمات من بعض أبنائها صغار النفوس الذين يهاجمون الزواج المسيحي و يطالبون أن يكون هناك طلاق و إنهم لا يعملون إن من سمات الديانة المسيحية هي وحدة الأسرة لأن الزواج سر من الأسرار المقدسة و هو الذي أسسه الرب تبارك اسمه منذ بداية الخليقة لأن الله بذاته هو الذي جمع أول أسرة في الوجود بارتباط أدم و حواء ارتباط روحي و جسدي " تك 2 : 21 ـ 24 و 3 : 16 ـ 19 "
وان الزواج المسيحي ليس ارتباط جسدي فقط بل إنه ارتباط روحي و جسدي فإن الزواج المسيحي يرتبط فيه الروح و الجسد معا و يجعل الاثنين واحد أمام الله فإن معلمنا بولس الرسول يقول في رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس
+ ليكن لكل واحد امرأته و ليكن لكل واحد رجلها " 1كو7 : 2"
ومن أجمل سمات الزواج المسيحي هي الزوجة الواحدة فيكون هناك استقرار و ترابط فيجعل البيوت بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة بيوت مقدسة " صلاة القداس الإلهي "فيشتم المجتمع منها رائحة المسيح الذكية التي قال عنها الوحي الإلهي في سفر نشيد الانشاد :
+ اسمك دهن مهراق " نش 1 : 3 "
لقد خلق الله الإنسان والحيوان و النبات ووضع فيهم نعمة بركة التكاثر وهذا هو سر البقاء .
فالله هو الذي بارك كل المخلوقات بنعمة التكاثر و النمو فالحيوانات تتكاثر و الحشرات تتكاثر و النباتات أيضا تتكاثر ولكن الله ميز الإنسان بالعقل و الحكمة لأن الإنسان صورة الله و مثاله " تك 1 : 26 "
فنظم له عملية التكاثر عن طريق الزواج المقدس فإن الله هو الذي عقد بذاته أول زواج في الخليقة فخلق الله الإنسان علي صورته . علي صورة الله خليقه ذكرا و انثي خلقهم و باركهم و قال لهم اثمروا و أكثروا و املأوا الأرض " تك 1 : 27 "
وإن الزواج يختلف من مجتمع لأخر طبقا لثقافة المجتمع و علمه و روحانياته فهناك ازمنه انحدر فيها الإنسان بعقله و أخلاقه إلى مرتبه الحيوانات و البهائم و أخذ يفعل الشر وعدم ضبط غرائزه وعدم ضبط شهوة الجسد و عدم ضبط النفس فاحزن هذا الأمر الله تبارك اسمه فحرقهم جميعا بالنار كما حدث في سدوم و عامورة ومن حب الله للإنسان سن له القوانين و الشرائع ألإلهيه لكي ينظم له عملية الزواج لأن الإنسان هو تاج الخليقة كلها و صارت هذه الشرائع دستور إلهيا للبشرية لتنظم له الحياة " راجع لاوين 18 "
وهذه الشرائع تخص الانسان فقط و يكون العقد بين ذكر و انثي لكي يكمل كل منهما الأخر و قد أعطي الله للإنسان كرامة اكثر من كل المخلوقات لكي تكون له إرادة في التسلط علي رغباته و شهواته لكي لا ينحدر إلي درجة لبهائم كقول داود النبي :
+ إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد " مز 49 : 20 " و ان الزواج في المسيحية هو سر مقدس لذلك إعطاه الله لخائفيه إذ يقول الرب سر الرب لخائفيه و يقول معلمنا داود النبي :
+ امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك و بنوك مثل عروس الزيتون حول مائدتك " مز 128 : 3 "
ففي بعض المجتمعات يتم الزواج عن طريق عقد أجتماعي غير خاضع لشريعة دينية لتنظيم المجتمع . اما ألزواج في المسيحية فهو سر مقدس لان فيه ننال بركات غير منظورة من الله لان الله يكون حال بذاته اثناء الاكليل المقدس و هو الذي يقدسه . فأن أول كلمة ينطق بها ألكاهن في ألاكليل بأسم ربنا و ألهنا و مخلصنا يسوع المسيح شارع شرعة الكمال وواضع ناموس الأفضل نعلن زواج أبن ألمبارك ... علي الابنة المباركة .... ويتم هذا ألاعلان ثلاث مرات علي لسان الكاهن بأمر السلطات ألالهي :
+ كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولا في السماء " مت 18 : 18 " و بعد حلول الروح القدس علي الزوجين يصير الاثنان واحدا لان + الذي يجمعه الله لا يفرقه انسان " مت 19 : 6 " ويكون رباط ابدي لا ينحل ولا ينفك الي الابد حتى بعد الموت لا نحل بل يمتد الي الابديه و بهذا الرباط يكون كل طرف مسئول عن الطرف الاخر لانها وزنه معطاه من الله و سوف يقدم عنها حساب يوم الدينونة و لذلك يتعامل الزوجان بالمحبة و الإتضاع و يطلب كل منهما من أجل إسعاد الأخر كقول رب المجد :
+ خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله أيهما النساء اخضعن لرجالكن كما للرب أيها الرجال أحبوا نساءكم أحب المسيح الكنيسة " أف 5 : 22 ـ 25 "
+ أن المرأة المسيحية تطيع زوجها لأن المرأه الفاضله ثمنها يفوق اللألئ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلي غنيمة تصنع له خيرا لا شرا أيام حياتها و أولادها يعطينها التطويب و زوجها أيضا يمدحها " أم 31 : 10 ـ 30 "
الزواج المسيحي زواج روحي أولا ثم زواج جسدي ثانيا الإنسان المسيحي هو الذي يكون مستعدا لحمل الصليب في حياته لأنه لا مسيحية بدون صليب . و الصليب يعني قوة الإحتمال و إن أعضم الإحتمال هو إحتمال الزواج لزوجته و الزوجة لزوجها في حالة ضعف أحد الطرفين . و يصلي كل طرف لأجل الأخر.
عزيزي :
ماذا يحدث لو أصيب إنسان بجرح في أحد أعضائه ؟ هل يعالجه أم يقطعه ؟!
هكذا الزواج في المسيحية إذا إنحرف إحد الأطراف او مرض يعمل الطرف الأخر من أجل إصلاحه او علاجه و يصلي من أجله و يصبر علي التجربة من أي نوع و الضيق من أي باب . فالصبر علي الضيق أو ألتجربة هي سمات ألانسان ألمؤمن
+ فمن يصبر الي المنتهي فهذا يخلص " مت 24 : 13 " ألم يصبر يوسف علي إخوته . ألم يصبر علي السجن . و لذلك قال عنه الكتاب المقدس :
+ وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا " تك 39 : 2 " ألم يصبر المفلوج 38 سنة حتي نال ألشفاء . من يريد أن يخلص عليه أن يتحمل التجربة . كأيوب البار .
إن الزواج في المسيحية أشبة بعملية الولادة .
ماذا يحدث لو أم أنجبت طفلا عليلا أو من ذي ألاحتياجات الخاصة سواء كان عقليا او جسديا ؟ هل تقتله ؟ هل تتخلص منه ؟!
هل يوجد قانون يقتل الرحمه ؟
أن الزواج المسيحي هو ولادة لأسرة جديدة داخل الكنيسة كقول معلمنا بولس الرسول الي فليمون :
+ و إلي ألكنيسة التي في بيتك " فل 1 : 2 "
فلا يسمح الكنيسة بالطلاق لأنه حكم باعدام أسرة . الا في حالة واحدة و هي جريمة الزنا كقول رب ألمجد .
+ من طلق أمرأته إلا لعلة الزني يجعلها تزني " مت 5 : 32 " راجع بشارة معلمنا متي الاصحاح 19
عندما أتي الكتبة و الفريسيون يسالون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه قال لهم : أما قرأتم أن ألذي خلق من البد خلقهما ذكرا و أنثي و قال : من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه و يلتصق بامرأته و يكون الاثنان جسدا واحدا إذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان . قالوا له : فلماذا أوصي موسي أن يعطي كتاب طلاق فتطلق . قال لهم إن موسي من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا و اقول لكم إن من طلق امرأته إلا بسبب ألزنا و تزوج بأخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقه يزني " مت 19 : 3 ـ 9 " وعلي الرغم من أن الله صرح في العهد القديم علي لسان موسي النبي بالطلاق من أجل قساوة الشعب ألا إن الكتاب المقدس لم يذكر لنا قصة طلاق واحدة في تاريخ أباء العهد القديم
* أبراهيم أبو ألاباء لم يطلق سارة لعدم الأنجاب
* أبونا يعقوب لم يطلب بطلان زواجه من ليئه بسبب غش خاله لآبان له بل قال له : ما هذا الذي صنعت بي أليس براحيل خدمت عندك فلماذا خدعتني " تك 29 : 25 ـ 27 "
* أبونا اسحق لم يتزوج ألا زوجة واحدة و هي رفقة " تك 24 : 67 "
وان هذا النظام قد و ضعه الله لصالح البشرية . ولكن البشرية فسدت وكان أول من نقد هذه الشريعة هو ( لامك ) الذي من نسل قايين فاتخذ لنفسه إمرأتين " تك 4 19 "
فاهلك الله الأرض بالطوفان ثم جددها مرة أخري نوح و امرأته و أبنائه و بنفس شريعة ألزوجه الواحدة جدد الله الأرض أيام نوح بعد الطوفان " تك 7 : 13 ـ 23 "
وأكد معلمنا بولس الرسول في رسالته ألأولي إلي كورنثوس
+ ليس للمرآة تسلط علي جسدها بل للرجل و كذلك الرجل أيضا ليس له تسلط علي جسده بل للمرآة " 1 كو 7 : 4 "
و بهذا يكون قد تساوت المرآة و الرجل في هذا الرباط المقدس و يكون رباط ابدي لا ينحل ولا ينفيك إلي البد حتى بعد موت احد الطرفين لا ينحل بل يمتد إلي الأبدية لأنه أمر ألهي " 1 كو 7 : 2 "
وعلي الرغم من أن الديانة المسيحية تسمح بالزواج الثاني بعد وفاة احد الطرفين ( الترمل ) و لكنها لا تستحسنه و تضعه في درجة اقل من الزواج الأول " 1 كو 7 : 9 ) المرآة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حيا و لكن إن مات ر جلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط و لكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا " 1 كو 7 : 39 ـ 40 "
وان كانت الكنيسة علي الرغم من اعترافها بشرعية الزواج الثاني بعد الترمل فإنها جعلته في مرتبة اقل وقد سمحت به من اجل الضعف البشري .
وقد وضعت الكنيسة قانون كنسي تجاه يتزوج ثانيا بعد وفاة زوجته الأولي
1 ـ يبعد عن التناول من الأسرار المقدسة مدة من الزمن و ذلك طبقا للقانون الكنسي .
2 ـ أن لا يكون للزيجة الثانية بركة أكليل . بل صلاة استغفار .
3 ـ إذا كان احد الطرفين بكر . ( بتولا ) و الطرف الأخر أرمل فليبارك علي البكر فقط .
4 ـ المتزوج للمرة الثانية لا يدخل ألي شرف الكهنوت بدرجاته ( القمص ـ ألقس ـ الشماس ) " 1تي 3 : 2 "
وقد شبه بعض الآباء الزواج بالزرع و استخدموا مثل الزارع الذي استخدمه السيد المسيح في انجيل متي 13 : 1 ـ 23 معتبرين أن المئة هي أكليل البتولية و الستون أكليل الترمل و الثلاثون أكليل للزواج الأول العفيف . و اذ كان الزواج بعد الترمل لم يدخل في هذه الدرجات الثلاثة التي للعفة فكيف تسمح بالطلاق .
و أن الكنيسة تؤمن بان ارتباط الزوجين في الأرض هو نفس الارتباط في السماء كقول الرب :
+ الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولا في السماء " مت 18 : 18 "
أن الزواج المسيحي رغم انه سر مقدس ألا انه أيضا سلوك ا اجتماعي . فإن الإنسان المسيحي يعيش في سلوك مسيحي لكي يكون مثالا للسيد المسيح له المجد فيشتم كل من حوله رائحة المسيح الذكية كقول معلمنا بولس الرسول :
+ و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان لأننا رائحة المسيح الذكية لله " 2 كو 2 : 15 "
و إن هذه الرائحة لا تظهر إلا من خلال التدقيق في السلوك المسيحي كقول معلمنا بولس الرسول :
+ انظروا كيف تسلكون بالدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا يكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب " أفسس 5 : 15 "
التدقيق في كل صغيرة و كبيرة في الكلام , في التصرف , في التفكير , في التعامل مع كل الناس الذين يحبوننا و الذين لا يحبوننا , ألأكبر منا و الأصغر منا . ذلك لكي نرضي الله فالانسان المسيحي يعمل من أجل الحياة الأبدية و يتمسك بها كوصية الرب غلي لسلن معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس
+ جاهد جهاد الإيمان الحسن و امسك بالحياة ألأبدية التي أليها دعيت " 1 تي 6 : 12 "
لأنه لا يوجد شركة للنور مع الظلمة و لا خلطة للبر مع الاثم . فليت الله يعيننا لكي نحيا حياة التدقيق الكامل في سلوكنا , لكي نحذر من كل ما لا يتفق مع من دعانا لنسير معه
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة " 1 بط 1 : 15 "
وقال الرب يسوع أيضا
+ كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو أيضا كامل " مت 5 : 48 "
فحياة التدقيق تجعل الإنسان في شركة كاملة مع ربنا يسوع المسيح وذلك علي أساس أننا قائمون دواما في حضرة الله
+ جعلت الرب أمامي في كل حين . لأنه عن يميني فلا أتزعزع " مز 16 : 8 "
فلنحرص علي أن تكون صلتنا بالله الصلة المستديمة . صلة الغضب بالكرامة . و المفروض أن الغصن يظل ثابتا دواما في الكرمة , و ألا جف , ثم مات . لنحذر من أن تتسلط علينا أية خطية , لانها هي التي تقطع علاقاتنا مع الله
+ اثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم و خطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع "اش 59 : 2 ـ8 )
أما إذا سلكنا سلوك التدقيق فنستمتع برفقة المسيح له المجد و نسير في نور كامل ولن نضل الطريق . كقول الرب :
+ أعلمك و أرشدك الطريق التي تسلكها عيني عليك " مز 32: 8 " لأن الرب يعلم فكر الإنسان كقول معلمنا داود النبي :
+ يا رب أنت عرفت جلوسي وقيامي و فهمت كل فكري من بعيد كل طرقي عرفت لأنه ليس كلمه في لساني إلا و أنت يا رب عرفتها كلها . " مز 139 : 1 ـ 4 "
1 0 التدقيق في ألسلوك داخل الأسرة و تربية الأولاد
الأسرة المسيحية هي كنيسة صغيرة فيقول بولس الرسول :
+ سلم علي الكنيسة التي في بيتك " فل 1 : 2 "
الأسرة المسيحية هي مذبح صغير .
+ أما أنا و بيتي فلنعبد الرب " يش 24 : 15 "
الأسرة المسيحية هي صورة المسيح علي الأرض .
+ أما تعلمون أنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم " 1 كو 3 : 16 "
الأسرة المسيحية هي رائحة المسيح الذكية .
+ ليري الناس أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات " مت 5 : 16 "
أننا نصلي في القداس الآلهي و نقول : بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة أنعم بها يا رب علينا و علي عبيدك الاتين بعدنا
كثير من الأسر المسيحية حولوا بيوتهم ألي كنائس مريم أم مرقس حولت بيتها ألي كنيسة و كانت أول كنيسة "أع 12 : 12 "
أكيلا و بريسكلا حولوا بيتهما ألي كنيسة . سلموا علي أكيلا و بريسكلا و علي الكنيسة التي في بيتهما " رو 16 : 3 "
*التدقيق في علاقة أفراد الأسرة مع بعضهم
" راجع رسالة معلمنا بولس الرسول ألي أهل افسس الاصحاح الخامس و السادس "
يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كوصية الرب :
+ أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة و اسلم نفسه لأجلها " اف 5 : 25 "
+ أيها الرجال أحبوا نساءكم و لا تكونوا قساة عليهن " كو 3 :19 "
*ابراهيم أبو الآباء أحب سارة جدا و كان يسمع لها و قال الله لابراهيم كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها " تك 21 : 12 "
* أبونا يعقوب أحب راحيل و خدم من أجلها 14 سنة
كما يجب علي الرجال أن يعطوا نساءهم كرامة أمام أعين الكل و لا يقلل الرجل من مقدارها . و يعتبر أن كرامتها من كرامته كقول الرب :
+ كذلك أيها الرجل كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي . كالا ضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم " 1 بط 3 : 7 "
كذلك أيضا يجب علي النساء أن تطيع أزواجهم كوصية الرب :
+ أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب " أف 5 : 22 "
+ أن المرأة المسيحية تطيع زوجها لأن المرأة الفاضلة ثمنها يفوق اللألئ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلي غنيمة تصنع له خيرا لا شرا كل أيام حياتها و أولادها يعطينها التطويب و زوجها أيضا يمدحها " أم 31 : 10 ـ 30 "
+ المرأة الفاضلة تسر رجلها و تجعله يقضي سنيه بالسلام
المرآة الصالحة نصيب صالح تمنح حظا لمن يتقي الرب .
المرآة المحبة للصمت عطية من الرب . و النفس المأدبة لا يستبدل بها .
المرآة الحية نعمة علي نعمة " ابن سراخ 26 : 2 ـ 16 "
+ الأسرة المسيحية لابد أن يراجع الزوجان سلوكياتهما أول بأول حتى لا يعثر أحدهما الأخر و يتعلم منها الأبناء السلوك الصحيح .
المحبة . التسامح . العطاء . إنكار ألذات .
كذلك يجب علي البناء طاعة الوالدين كوصية الرب لأنها
أول وصية بوعد :
+ أكرم أباك و أمك التي هي أول وصية بوعد " اف 6 : 2 "
*دقق في تربية أولادك لأنها وصية الرب
+ أدب أبنك لأن فيه رجاء . أدب أبنك في طريقة فمتي شاخ لا يحيد عنة " أم 19 : 18 "
و يقول أبن سراخ :
من أدب أبنه يجني ثمر تأديبه و يفتخر به بين الوجهاء . ومن علم أبنه يغير عدوه و يبتهج به أمام أصدقائه .
ومن دلل أبنه فسيضمد جراحه و عند كل صراخ تضطرب أحشاؤه الفرس الذي لم يروض يصير جموحا و ألابن الذي لم يضبط يصير سفيها " 30 : 2 ـ 6 "
إن عالي الكاهن سقط لأنه لم يدقق في تربية أولاده " 1 صم 2 : 29 ـ 33 و 4 : 18 "
+ كن لأولدك صديق .
+ لأن النفس الشبعانه تدوس العسل و للنفس الجائعة كل مر حلو " ام 27 : 7 "
كما تهتم بغذاء أولادك الجسدي اهتم بغذائهم الروحي أيضا علمهم الصلاة و حضور القدس الإلهي و الألحان كن لهم أبا روحيا أجعل بيتك و بينهم رباطا روحيا فإن بولس الرسول كان يقول عن تلاميذه أولادي فقال عن أنسيمس العبد :
0 ابني الذي ولدته في قيودي " فل 1 : 10 "
و أيضا أرسل لكم تيموثاوس الذي هو أبني الحبيب " 1 كو 4 : 17 "
2 0 التدقيق مع النفس :
من خلال البعد عن الخطية بكل أشكالها و ألوانها .
حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله . كن حازما مع ذاتك ولا تلتمس لها العذر .
أن يوسف الصديق كان حازما مع نفسه فرفض الخطية رغم أن كل الظروف التي من حوله كانت مهيأه لارتكاب الخطية ولم تكن هناك شريعة و لكنه حفظ نفسه طاهرا وقال :
+ كيف أصنع هذا الشر العظيم و أخطي ء ألي الله " تك 39 : 9 "
+ وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا " تك 39 :9 "
+ أن السلوك المسيحي هو أن تدقيق في كل شيء في أصغر الأمور لأن الخطية تدخل قل الإنسان بمجرد فكرة أو نظرة و تخرج بجرح كبير احذروا من الثعالب الصغيرة التي تدخل الكروم الجيدة فتفسدها .أن الشيطان لا يجرب الإنسان بخطية كبيرة لأنه يعرف أن الإنسان سيرفضها لأن الإنسان بطبيعته يكره الخطية .
+ الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح " لو 6 : 45 "
ويقول أبن سيراخ :
+ أهرب من الخطية هربك من الحية فإنها إن دنوت منها لدغتك أنيابها أنياب أسد تقتل نفوس الناس . كل إثم كسيف ذي حدين ليس من جرحه شفاء " أبن سراخ 21 : 2 "
* التدقيق في المظهر :
أن الإنسان المسيحي لابد يهتم بمظهر ملابسه لكي لا يكون عثرة لغيره لأن الله يقول :
+ انتم ملح الأرض ولكن أن فسد الملح فبماذا يملح . أنتم نور العالم .
فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السموات " مت 5 : 13 "
فلماذا نرتدي الملابس الشبه عارية التي لا تليق بأولاد الله؟
و يجعل الأنظار تتجه ألينا و ربما تعرضنا لاعتداء الأخرين علينا و تطمع فينا الأنظار فلكي نعيش في سلام لابد أن ندقق في مظهرنا من حيث الملابس و المكياج و الشكل العام لأننا هيكل الله وهيكل الله مقدس فقدسوا أجسادكم لأن الروح القدس يقول :
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أبيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس " 1 بط 1 : 16 "
+ النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر أو ذهب أو لالئ أو ملابس كثيرة الثمن " 1 تي 2 : 9 "
3 ـ التدقيق في ألعباده :
المسيحي دائما يسلك في حياة الصلاة و الصوم و الاعتراف و التناول من الأسرار المقدسة و قراءة الكاتب المقدس وسير القدسيين
* الصلاة :
وهي وسيلة الحوار بين الله و الإنسان و إذا أنعدم هذا الحوار تدهور الإنسان روحيا و إن الصلاة هي وصية الرب
+ اسهروا و صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة " لو 22 : 39
+ اسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفون الوقت ولا الساعة التي يأتي فيها أبن الإنسان " مر 14 : 38 "
اسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه " 1 بط 5 : 8 "
*الصوم : السيد المسيح صام أربعين يوما و أربعين ليلة لكي يعلمنا أن نصوم و يقول أحد ألآباء القديسين : الفم ألذي يمتنع عن الماء لا يطلب خمرا و ألبطن ألتي تمتنع عن الخبز لا تطلب لحما
* التوبة و الاعتراف :
أجلس تحت قدمي أب اعترافك و أقر له بخطاياك بكل تدقيق لكني تسمع الوعد الإلهي يقول لك :
+ من يكتم خطاياة لا ينجح ومن يقر بها و يتركها يرحم " أم 28 : 12 "
+ إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم " 1 يو 1 :9 "
والتوبة هي الرجوع إلي حضن الأب لأن الوحي الآلهي يقول :
+ أذكر من أين سقطت و تب " رؤ 2 : 5 "
+ لا تؤخر التوبة إلي الرب ولا تتباطأ من يوم إلي يوم " أبن سراخ 5 : 8 "
+ مرضاة الرب الإقلاع عن الشر و تفكير الذنوب الرجوع عن الإثم " أبن سراخ 35 : 5 "
*التقدم للأسرار ألمقدسة يكون باستحقاق
+ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب و دمه " 1 كو 11 : 27 "
فأن قدمت قربانك ألي المذبح و هناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و أذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك " مت 5 : 23 "
*قراءة الكتاب المقدس :
فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي التي تشهد لي " يو 5 : 39 "
إن كلمة الله سر قوتنا فإذا أهملنها نعيش في فتورا روحي لأن الرب يوصينا أن نحفظ كلمته
+ لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك " يش 1 : 8 "
و يقول داود النبي :
+ ما احلي قولك لنحكي احلي من العسل لفمي " مز 119 : 103 "
4 ـ التدقيق في الكلام .
السلوك المسيحي يعلمنا أن نفحص الكلمة قبل أن ننطق بها كقول الرب :
ستعطون حسابا عن كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم
+ بكلامك تتبرر و بكلامك تدان " مت 12 : 36 "
فالقديس ارسانيوس معلم أولاد الملوك يقول :
ندمت علي كثرة الكلام أما عن السكوت فلم أندم قط .
و يقول أيضا سليمان الحكيم :
+ كراهية الرب شفتا كذب أما العالمون بالصدق فرضاه " أم 12 : 22 "
+ رجل الأكاذيب يطلق الخصومة و النمام يفرق الأصدقاء " أم 16 : 28 "
+ الجواب اللين يصرف الغضب و الكلام الموجع يهيج السخط " أم 15 : 1 "
+ صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التكلم بالغش " مز 34 : 13 "
+ لان حنكي يلهج بالصدق و مكرهة شفتي الكذب " أم 8 : 7
و يقول أبن سراخ :
+ حكمة الوضع ترفع رأسه و تجلسه في جماعة العظماء . النحل صغير في الطيور و جناة رأس كل حلاوة " أبن سراخ 11 :1 "
+ رب ساكت يعد حكيما و رب متكلم يكره لطول حديثه " أبن سراخ 20 : 5 "
+ كن سريعا في الاستماع و كثير التأني في أحارة الجواب " ابن سراخ 5 : 13 "
5 ـ التدقيق في اختبار الأصدقاء .
الإنسان بطبيعته سريع التأثر لما حوله من سلوك و طباع و عادات و تقاليد و لذلك يحذرنا الرب علي لسان معلمنا بولس الرسول يقول
+ المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " 1 كو 15 33 "
يقول داود النبي :
+ طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين و في طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس " مز 1 : 1 "
فالابن الضال تأثر بما حوله من أصدقاء و سلك سلوكا خاطئا فوصل به الحال إلي يشتهي أن يأكل أكل الخنازير .
و شمشون الجبار سلك سلوكا خاطئا رغم وعد الله له و روح الله كان عليه و مسموح بالدهن المقدس و فرز من بطن أمه لكنه اختلط بالعالم الذي حوله و تزوج من بناتهم رغم تحذير الله لشعب إسرائيل لهذا الآمر فسقط عظيمة وكان مثل الحيوانات .
لوط لم يدقق في أهل سدوم و عمورة فتسقط عظيما
+ فأن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " 1 كو 15 : 33 " أما أبراهيم أبو الأباء الذي عاش و سلك سلوكا يرضي الرب:
+ فأمن ابراهيم بالله فحسب له برا و دعي خليل الله " يع 2: 32 "
يعيش الإنسان المسيحي في وصايا الله و السلوك المسيحي و حياة التدقيق و القداسة و يجاهد أن يحفظ نفسه طاهرا كل أيام حياته متشبها بالرب يسوع في القداسة لان الروح القدس يقول :
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لانى أنا قدوس " 1 بط 1 : 16 "
+ لأنه هناك سكة و طريق لها الطريق حتى الجاهل لا يضل.
لا يكون هناك أسد . و حش مفترس لا يصعد أليها.بل يسلك المفديون فيها و مفديو الرب يرجعون و يأتون ألي صهيون بترنم و فرح أبدي علي رؤوسهم ابتهاج و فرح و يهرب الحزن و التنهد " أش 35 : 8 ـ 10 "
+ الصديق الأمين دواء الحياة و الذين يتقون الرب يجدونه .
من يتق الرب يحصل علي صداقة صالحة لأن صديقه يكون نظيره " ابن سراخ 6 : 16 "
6 . الاتضاع :
ومن سمات الإنسان المسيحي أن يعيش حياة الاتضاع لأنها سلوك مسيحي وهي الفضيلة الوحيدة التي قال عنها رب المجد أن نتعلمها منه :
+ تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " مت 11 : 28 "
لم يطلب رب المجد أن نتعلم هذه الفضيلة من أي إنسان أو ملاك بل من الرب ذاته . و في العظمة علي الجبل طوب المساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات " مت 5 : 3 "
و يقول الآباء : أن فضيلة الاتضاع هي الشجرة التي لا يموت مقتنيها لأنه يعيش مع الله و يعيش الحياة الأبدية لأن الإنسان الذي يصل إلي الكمال في كل حياته يكون قد وصل إلي بداية سلم الاتضاع .
ويقول الشيخ الروحاني :
خاتم المسيح الظاهري الصليب لكن خاتمه الباطني هو الأتضاع .
فأن الإنسان المتواضع دائما يشعر بأنه لا شيء بل كل ما به من صفات حسنة هي من عند الله و ليس من ذاته بل نعمة الله التي تعمل داخله و أن الاتضاع يولد فضائل كثيرة منها :
المحبة ـ التسامح ـ الصلاة ـ العطاء ـ البر ـ التقوى ـ الصبر و الإنسان الذي يعيش حياة الأتضاع يعيش حياة و فكر المسيح كقول بولس الرسول :
+ فليكن فيكم هذا الفكر الذي للمسيح يسوع أيضا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلي نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبة إنسان " في 5 : 2 "
المسيح له المجد ولد في مذود و عندما جاء ليوحنا ليعتمد منه منعه يوحنا قائلا أنا محتاج إن اعتمد منك و أنت تأتي إلي . فأجاب يسوع و قال له : اسمح الآن . لأنه هكذا يليق بنا إن نكمل كل بر و أيضا يوم خميس العهد " عيد الفصح " قام المسيح بعد العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة و اتزر بها ثم صب ماء في مغسل و أبتدا يغسل أرجل التلاميذ و يمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها السيد العذراء مريم عندما بشرها الملاك بميلاد الرب يسوع قالت : هوذا أنا أمه الرب . و رغم أنها تعلم بأنها أم المخلص .وكانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها " لو 2 : 19 "
لكنها لم تنطق بها و لم تفتخر . و أول مرة نطقت بهذا السر عندما كان المسيح معلقا علي الصليب قائلة :
العالم كله يفرح لقبول الخلاص أما أحشائي فتلتهب عند نظري إلي صلبوتك الذي أنت صابر علية من أجل الكل يا أبني و الهي " صلاة الساعة التاسعة "
و يقول المسيح له المجد :
+ أن أراد أحد أن يأتي و رائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني " مت 16 : 25 "
لان الرب تبارك أسمه :
+ يرفع المتضعين و ينزل المتكبرين " لو 1 : 52 "
و يقول القديس اغسطينوس :
إن الذي يعيش فضيلة الاتضاع يجذب الله اليه
+ الأنبا انطونيوس عندما كانت تحاربه الشياطين كان يقول لهم :
أيها الأقوياء أنا تراب أنا لا شي و لا أستطيع إن أقاتل اصغر أصغركم فكان يهرب الشيطان إمام اتضاعه
*أبو الإباء إبراهيم كان يقول عن نفسه :
أنا تراب و رماد " تك 18 : 27 "
*يوحنا المعمدان الذي شهد عنه المسيح انه أعظم مواليد النساء قال عن نفسه :
+ صوت صارخ في ألبرية " مر 1 : 3 "
*الاتضاع جعل يوسف متسلط علي ارض مصر .
* الاتضاع رفع موسي و جعله يقود شعب بني إسرائيل
* الاتضاع ادخل اللص اليمين للملكوت .
* الاتضاع جعل القديس الأنبا بيشوى يستحق إن يغسل قدمي المسيح له المجد .
* الأتضاع جعل المسيح يمدح قائد المئة و يشفي غلامه .
*الاتضاع جعل المسيح يتحنن علي المرآة الكنعانية و يمدحها .
إن الله لا يقبل الصلاة التي لا يكون باتضاع لعل كثير من صلواتنا التي نرفعها إلي الله لا تستجاب لعدم تواضعنا لان الله لا يستجيب ألا للصلاة التي ترفع بتواضع و تسليم لإرادة الله القوية لأنه مكتوب .
+ تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه " 1 بط 5 : 6 "
ففي صلاة الفريسي و العشار لم يقبل الله صلاة الفريسي لأنها كانت بكبرياء أما صلاة العشار فقبلها الله ,ونزل ألي بيته مبررا .
+ لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع "لو 18 : 14 "
ويقول ابن سراخ :
صلاة المتواضع تنفذ الغيوم ولا تستقر حتى تصل و لا تنصرف حتى يفتقدها ألعلي و يحكم بعدل و يجري القضاء
ويقول أيضا : لا ترتفع لئلا تسقط فتجلب علي نفسك الهوان كن صابرا في اتضاعك . فأن الذهب يمحص في النار و المرضيين من الناس يمحصون في أتون الاتضاع " 21 : 35 ـ 1 : 39 ـ 2: 4 "
+ الاتضاع يجعلك تعرف ذاتك من خلال نور الله و كلمة الروح القدس و تندم علي خطاياك باستمرار كقول داود النبي :
+ خطيتى أمامي في كل حين " مز 50 : 2 "
و بحسب مستوي اتضاع الإنسان سوف تكون درجته في الابديه
+ فمن يصل في حياته علي الأرض ألي مستوي اتضاع الأطفال يكون هو الأعظم في ملكوت السموات " مت 18 : 4 "
7 0 المحبة و التسامح
وان المسيحية تعظم المحبة و تتميز بها لان الله محبة و أن السيد المسيح له المجد عندما سأله احد رجال الناموس قائلا
+ يا معلم أية وصية هي العظمي في الناموس ؟
فقال له يسوع :
تحب الرب ألهك من كل قلبك . و من كل نفسك . و من كل فكرك هذه هي الوصية الأولي و العظمي و الثانية مثلها تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " مت 22 : 36 " وعلي هذه الوصية تأسست المسيحية منذ بدايتها و بشر الرسل جميعهم بالمحبة والسلام فقال القديس بولس الرسول :
+ و أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و أيمان بلا رياء " 1 تي 1 : 5 "
و يبشرنا القديس بولس الرسول عن مقدار المحبة في رسالته الأولي إلي كورنثوس أصحاح 13 عن مدي قوة المحبة آذ يقول :
+ إن كنت أتكلم بالسنة الناس و الملائكة و لكن ليس لي محبة .فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن . و أن كانت لي نبوة . و أعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان كل الإيمان حتى انقل الجبال و لكن ليس لي محبة فلست شيئا و إن أطعمت كل أموالي وان سلمت جسدي حتى أحترق و لكن ليس محبة فلا انتفع شيئا المحبة تتأني و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن ألسؤ و لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر علي كل شيء المحبة لا تسقط أبدا و جميع الآباء الرسل بشروا بهذه التعاليم التي تسلموها من الرب يسوع له المجد الذي قال عنها معلمنا يوحنا البشير :
+ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . " يو 3 : 16 "
وكانت وصية المسيح له المجد لتلاميذه :
+ حبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا . بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي ." يو 13 : 34 "
فان المحبة هي الرباط الذي يربط الناس بالله . ولكي نصل ألي الحياة الأبدية السعيدة في نهاية رحلتنا الأرضية لا يكون ألا بالمحبة و يؤكد القديس يوحنا الرسول غلي ذلك فيقول : + نحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبه . ومن يثبت في المحبة يثبت في الله و الله فيه . " 1 يو 4 : 16 " أن الذي يحب أخاه الإنسان يحب الله و من أحب الله يحب أخاه أيضا و الذي يبغض أخاه فهو يقتل نفس
و يقول الرب تبارك أسمه في نشيد الإنشاد :
المحبة قوية كالموت . مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفي المحبة و السيول لا تغمرها . أن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا " نش 8 : 6 ـ 7 "
وقد خلق اله الإنسان علي المحبة آذ قال الله تبارك اسمه :
+ نعمل الإنسان علي صورتنا و كشبهنا " تك 1 : 26 "
فكان ادم يعيش مع حواء وكل حيوانات الأرض في محبة و سلام ألي أن كسر ادم وصية الله فانفصل ادم عن الله تبارك اسمه .
ولذا قال الله تبارك اسمه علي لسان اشعياء النبي :
+ هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عني " اش 29 : 19 " و الإنسان المسيحي الذي يعيش بالسلوك المسيحي تكون محبته عملية كقول يوحنا الرسول :
+ لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل و الحق " 1 يو 3 : 18 " ووضح لنا السيد المسيح له المجد المحبة الحقيقية في مثل السامري الصالح " لو 10 : 27 ـ 37 "
لقد نفذ السامري الوصية إذ فعل مع اليهودي ما لم يفعله الكاهن . ولا اللاوي أيضا من الرحمة و المحبة . رغم انه كان هناك عداء بين السامرين و اليهود
من عظمة الديانة المسيحية أنها تأمر بان نحب الآخرين و حتى الأعداء إذ يقول الرب يسوع :
+ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا ألي مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون أليكم و يطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات " مت 44 : 45 "
+ لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر " ام 24 : 17 "
و يقول ابن سراخ :
اغفر لقريبك ظلمه لك فإذا تضرعت تمحى خطاياك " 28 : 1 "
و يقول احد القديسين :
الذي يحب المسكين أفضل من الذي يعطي المسكين
و يقول لنا الرب يسوع له المجد :
+ إن قدمت قربانك علي المذبح . و هناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و أذهب أولا اصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك " مت 5 : 23 ـ 26 "
حتى الإباء القديسين الذين قدموا حياتهم من اجل المسيح قدموها بحب إذ نقول في قسمة صلاة القداس الإلهي :
سفكو دماءكم من اجل اسم المسيح . الذي اعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي . و سكنوا في الجبال و البراري و شقوق الأرض من اجل عظم محبتهم في الملك المسيح . " قسمة الصوم المقدس "
8 0 فضيلة العطاء
المسيحية تأمر بأن تكون فضيلة العطاء بمحبة إذ يقول الرب :
+ من سألك فأعطيه و من أراد أن يقترض منك فلا ترده " مت 5 : 42 "
و يقول ابن سراخ :
الذي يصنع رحمة يقرض القريب و السخي اليد يحفظ الوصايا اقرض القريب في وقت حاجته و اقضه ما له عليك من اجله . حقق ما نطق به . كن طويل الأناة مع البائس ولا تماطله في الصدقة لأجل الوصية أعن المسكين و في عوزه لا ترده فارغا .
اتلف فضتك علي أخيك و صديقك ولا تدعها تصدا تحت الحجر و تتلف انفق ذخيرتك بحسب وصايا ألعلي فتنفعك أكثر من الذهب أغلق علي الصدقة في اخاديرك فهي تنقذك من كل شر " ابن سراخ 29 : 1 ـ 15 "
ويقول الرب يسوع : عن الأرملة التي و ضعت الفلسين أنها ألقيت أكثر من جميع الذين القوا . لان الجميع من فضلتهم القوا و أما هذه . فمن إعوازها ألقت كل معيشتها " مر 12 : 42 : 44 "
ويقول معلمنا بولس الرسول :
+ من يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد المعطي المسرور يحبه الرب " 2 كو 9 : 6 ـ 7 "
وإننا إن عشنا في وصايا الله و السلوك المسيحي و حياة التدقيق نكون أحباء لله لأنه وحده مصدر الكمال ومنه نستمد كل عطية صالحة وكل موهبة تامة واله السلام يكملنا في كل عمل صالح لنصنع مشيئة الله إذ يقول الرب يسوع :
أنتم أحبائي عن فعلتم ما أوصيكم به . لا أعود اسميكم عبيدا . لكي سميتكم أحبا . " يو 15 : 15 "
و نعيش حياة السعادة الحقيقية و المحبة الإلهية و السلام الداخلي حياة بلا هم ولا قلق . حياة الأطمئنان . حياة قداسة و حكمة ألهيه حياة الرضا و القناعة . حياة الحرية
ونكون أحرار و نحتفظ بالحرية التي أعطانا الله إياها لكي نصل ألي الكمال الحقيقي و نستعد للحياة الأبدية السعيدة لا نهائية وتكون أيام غربتنا علي الأرض هي سلم الرجاء الذي نصل به إلي السماء و نكون في حضن الأب و نسمع صوت الأب السماوي يقول لنا أدخل ألي فرح سيدك
كلمة من القلب
نور عيني وفاء وديع
عشتى كملاك علي الأرض و رحلتي كنسمة صيف اكملتي رسالتك كسفيرة للسيد المسيح علي الأرض كنت نموذجا حي للصبر علي تحملك الألأم سنين طويلة بشكر وحمد تمثلتي بسيدك في التسامح فكنت تصفحين لكل من يسئ اليك وتصلي من أجله أمام مذبح الله المقدس بكل حب .
كنت أمينة في العطاء وديعة في حياتك أمينة في رسالتك عشتي حياة البر و القداسة فتركتي سيرة حسنة في كل من حولك . فكان لك الوعد الإلهي : حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم ( مت 13 : 43 )
المحتويات
مقدمة صفحة 3
إهداء صفحة 5
الزواج المسيحي صفحة8
السلوك داخل الأسرة و تربية الأولاد صفحة20
علاقة أفراد الأسرة مع بعضهم صفحة21
تربية الأبناء صفحة24
التدقيق مع الناس صفحة25
التدقيق في المظهر صفحة26
التدقيق في العبادة صفحة28
التدقيق في الكلام صفحة31
التدقيق في اختيار الأصدقاء صفحة32
الاتضاع صفحة35
المحبة و التسامح صفحة40
فضيلة العطاء صفحة46
كلمة من القلب صفحة49
المراجع
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس الأسفار القانونية
الاجبية
الخولاجي
شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية للبابا شنودة الثالث
تعاليم و عظات الآباء
النبذات الشهرية لكنيسة أبي سفين بالمهندسين
إعداد الشماس : سيلمان عازر
مقدمة
عظيم هو الرب يسوع الذي أحبنا لانه سفك دمه الغالي فداء عنا إذ دفع فينا اغلي ثمن و اعطنا البنوه و حررنا من الخطية وانه يحذرنا ان نسلك في العالم بالكمال المسيحي و نعيش ايام غربتنا علي الارض بكامل لكى نصل الي الحياة الابدية ونرث الملك الذي اعده الله لمحبي اسمه القدوس كقوله :
+ من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله و سيلبس ثيابا بيضاء ولن امحوا اسمه من سفر الحياة " رؤ 2 :7 و 3 :5 "
وإننا إن عشنا في وصايا الله و السلوك المسيحي نكون أحرارا و نحتفظ بالحرية التي أعطانا الله إياها
+ لأنه إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحرارا " يو 8 : 36 " فالإنسان المسيحي الذي يدعو الله أبانا الذي في السموات فلابد أن يعيش كما يحق للمسيح في كل شي لأن معلمنا بولس يقول :
+ عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح " في 1 : 27 " +
إهداء خاص
نور عيني وفاء وديع .
اهدي أليك هذه السطور في الذكري الرابعة لرحيلك إلي بيتك السمائى أنني استمد هذه الكلمات من خلال عشرتي الغالية معك ومن سيرتك العطرة و حياتك الطاهرة الذكية طوال حياتك في غربة هذا العالم .
يا من كنت لنا سند في الدنيا و الأن أنت شفيعة لنا في السماء كنت لنا السور الذي يحيط حولنا و الأن الجسر الذي نعبر به للفردوس .
كنت الملاك الذي يرفرف حولنا علي الأرض لنعيش في سلام و الأن أنت ملاك يصلي من أجلنا لنعبر أرض الغربة بسلام كنت الشمس التي تعطينا دفئ الحياه بحبك و الأن أنت الشمس التي تنير لنا الطريق و ترشدنا إننا لا نشعر بفراقك الجسدي لأن روحك ترفرف حولنا في كل لحظة و إن كان جسدك قد فارقنا فروحك معنا كل حين
يا من كنت نموذجا للزوجة الصالحة و إلام الحنون و الأخت الفاضلة كنت لنا نعمه الزوجة و الأم و الأخت و الصديق .
كنت و ديعة في حياتك فتركت محبتك في قلب كل من تعامل معك . كنت نموذجا حيا للصبر علي تحملك الألأم سنين طويلة بشكر وحمد .
كنت المرشد وقت الحاجة كنت تهتمين بحياتك الروحية لن انس قولك لي :
جهز تونيتك علشان تلبسها لان الشماس الذي يقف من غير التونيه يكون واقف في الكنيسة اثناء القداس عريان عيشي كملاك علي الأرض و رحلتي كنسمة صيف اكملتى رسالتك كسفيرة للسيد المسيح علي الأرض .
تمثلتى بسيدك في التسامح فكنت تصفحين لكل من يسئ اليك و تصلي من أجله أمام مذبح الله المقدس بكل حب كنت امينة في الغطاء فاستحقيتي أن تقولي مع معلمنا بولس الرسول :
جاهدت الجهات الحسن اكملت السعي حفظت الإيمان و أخيرا قد وضع لي إكليل البر
ملاكي الطاهر
ان روحي تشتاق الي لقائك . و نفسي تعيش علي زكراك أذكرينا انا و بناتك أمام عرش الله حتى نلتقي في الفردوس .
لان الذي يجمعه الله لا يفرقه انسان " مت 19 : 6 "
الزواج المسيحي
تمر المسيحية في هذه الأيام لمهاجمات من بعض أبنائها صغار النفوس الذين يهاجمون الزواج المسيحي و يطالبون أن يكون هناك طلاق و إنهم لا يعملون إن من سمات الديانة المسيحية هي وحدة الأسرة لأن الزواج سر من الأسرار المقدسة و هو الذي أسسه الرب تبارك اسمه منذ بداية الخليقة لأن الله بذاته هو الذي جمع أول أسرة في الوجود بارتباط أدم و حواء ارتباط روحي و جسدي " تك 2 : 21 ـ 24 و 3 : 16 ـ 19 "
وان الزواج المسيحي ليس ارتباط جسدي فقط بل إنه ارتباط روحي و جسدي فإن الزواج المسيحي يرتبط فيه الروح و الجسد معا و يجعل الاثنين واحد أمام الله فإن معلمنا بولس الرسول يقول في رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس
+ ليكن لكل واحد امرأته و ليكن لكل واحد رجلها " 1كو7 : 2"
ومن أجمل سمات الزواج المسيحي هي الزوجة الواحدة فيكون هناك استقرار و ترابط فيجعل البيوت بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة بيوت مقدسة " صلاة القداس الإلهي "فيشتم المجتمع منها رائحة المسيح الذكية التي قال عنها الوحي الإلهي في سفر نشيد الانشاد :
+ اسمك دهن مهراق " نش 1 : 3 "
لقد خلق الله الإنسان والحيوان و النبات ووضع فيهم نعمة بركة التكاثر وهذا هو سر البقاء .
فالله هو الذي بارك كل المخلوقات بنعمة التكاثر و النمو فالحيوانات تتكاثر و الحشرات تتكاثر و النباتات أيضا تتكاثر ولكن الله ميز الإنسان بالعقل و الحكمة لأن الإنسان صورة الله و مثاله " تك 1 : 26 "
فنظم له عملية التكاثر عن طريق الزواج المقدس فإن الله هو الذي عقد بذاته أول زواج في الخليقة فخلق الله الإنسان علي صورته . علي صورة الله خليقه ذكرا و انثي خلقهم و باركهم و قال لهم اثمروا و أكثروا و املأوا الأرض " تك 1 : 27 "
وإن الزواج يختلف من مجتمع لأخر طبقا لثقافة المجتمع و علمه و روحانياته فهناك ازمنه انحدر فيها الإنسان بعقله و أخلاقه إلى مرتبه الحيوانات و البهائم و أخذ يفعل الشر وعدم ضبط غرائزه وعدم ضبط شهوة الجسد و عدم ضبط النفس فاحزن هذا الأمر الله تبارك اسمه فحرقهم جميعا بالنار كما حدث في سدوم و عامورة ومن حب الله للإنسان سن له القوانين و الشرائع ألإلهيه لكي ينظم له عملية الزواج لأن الإنسان هو تاج الخليقة كلها و صارت هذه الشرائع دستور إلهيا للبشرية لتنظم له الحياة " راجع لاوين 18 "
وهذه الشرائع تخص الانسان فقط و يكون العقد بين ذكر و انثي لكي يكمل كل منهما الأخر و قد أعطي الله للإنسان كرامة اكثر من كل المخلوقات لكي تكون له إرادة في التسلط علي رغباته و شهواته لكي لا ينحدر إلي درجة لبهائم كقول داود النبي :
+ إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد " مز 49 : 20 " و ان الزواج في المسيحية هو سر مقدس لذلك إعطاه الله لخائفيه إذ يقول الرب سر الرب لخائفيه و يقول معلمنا داود النبي :
+ امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك و بنوك مثل عروس الزيتون حول مائدتك " مز 128 : 3 "
ففي بعض المجتمعات يتم الزواج عن طريق عقد أجتماعي غير خاضع لشريعة دينية لتنظيم المجتمع . اما ألزواج في المسيحية فهو سر مقدس لان فيه ننال بركات غير منظورة من الله لان الله يكون حال بذاته اثناء الاكليل المقدس و هو الذي يقدسه . فأن أول كلمة ينطق بها ألكاهن في ألاكليل بأسم ربنا و ألهنا و مخلصنا يسوع المسيح شارع شرعة الكمال وواضع ناموس الأفضل نعلن زواج أبن ألمبارك ... علي الابنة المباركة .... ويتم هذا ألاعلان ثلاث مرات علي لسان الكاهن بأمر السلطات ألالهي :
+ كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولا في السماء " مت 18 : 18 " و بعد حلول الروح القدس علي الزوجين يصير الاثنان واحدا لان + الذي يجمعه الله لا يفرقه انسان " مت 19 : 6 " ويكون رباط ابدي لا ينحل ولا ينفك الي الابد حتى بعد الموت لا نحل بل يمتد الي الابديه و بهذا الرباط يكون كل طرف مسئول عن الطرف الاخر لانها وزنه معطاه من الله و سوف يقدم عنها حساب يوم الدينونة و لذلك يتعامل الزوجان بالمحبة و الإتضاع و يطلب كل منهما من أجل إسعاد الأخر كقول رب المجد :
+ خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله أيهما النساء اخضعن لرجالكن كما للرب أيها الرجال أحبوا نساءكم أحب المسيح الكنيسة " أف 5 : 22 ـ 25 "
+ أن المرأة المسيحية تطيع زوجها لأن المرأه الفاضله ثمنها يفوق اللألئ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلي غنيمة تصنع له خيرا لا شرا أيام حياتها و أولادها يعطينها التطويب و زوجها أيضا يمدحها " أم 31 : 10 ـ 30 "
الزواج المسيحي زواج روحي أولا ثم زواج جسدي ثانيا الإنسان المسيحي هو الذي يكون مستعدا لحمل الصليب في حياته لأنه لا مسيحية بدون صليب . و الصليب يعني قوة الإحتمال و إن أعضم الإحتمال هو إحتمال الزواج لزوجته و الزوجة لزوجها في حالة ضعف أحد الطرفين . و يصلي كل طرف لأجل الأخر.
عزيزي :
ماذا يحدث لو أصيب إنسان بجرح في أحد أعضائه ؟ هل يعالجه أم يقطعه ؟!
هكذا الزواج في المسيحية إذا إنحرف إحد الأطراف او مرض يعمل الطرف الأخر من أجل إصلاحه او علاجه و يصلي من أجله و يصبر علي التجربة من أي نوع و الضيق من أي باب . فالصبر علي الضيق أو ألتجربة هي سمات ألانسان ألمؤمن
+ فمن يصبر الي المنتهي فهذا يخلص " مت 24 : 13 " ألم يصبر يوسف علي إخوته . ألم يصبر علي السجن . و لذلك قال عنه الكتاب المقدس :
+ وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا " تك 39 : 2 " ألم يصبر المفلوج 38 سنة حتي نال ألشفاء . من يريد أن يخلص عليه أن يتحمل التجربة . كأيوب البار .
إن الزواج في المسيحية أشبة بعملية الولادة .
ماذا يحدث لو أم أنجبت طفلا عليلا أو من ذي ألاحتياجات الخاصة سواء كان عقليا او جسديا ؟ هل تقتله ؟ هل تتخلص منه ؟!
هل يوجد قانون يقتل الرحمه ؟
أن الزواج المسيحي هو ولادة لأسرة جديدة داخل الكنيسة كقول معلمنا بولس الرسول الي فليمون :
+ و إلي ألكنيسة التي في بيتك " فل 1 : 2 "
فلا يسمح الكنيسة بالطلاق لأنه حكم باعدام أسرة . الا في حالة واحدة و هي جريمة الزنا كقول رب ألمجد .
+ من طلق أمرأته إلا لعلة الزني يجعلها تزني " مت 5 : 32 " راجع بشارة معلمنا متي الاصحاح 19
عندما أتي الكتبة و الفريسيون يسالون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه قال لهم : أما قرأتم أن ألذي خلق من البد خلقهما ذكرا و أنثي و قال : من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه و يلتصق بامرأته و يكون الاثنان جسدا واحدا إذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان . قالوا له : فلماذا أوصي موسي أن يعطي كتاب طلاق فتطلق . قال لهم إن موسي من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا و اقول لكم إن من طلق امرأته إلا بسبب ألزنا و تزوج بأخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقه يزني " مت 19 : 3 ـ 9 " وعلي الرغم من أن الله صرح في العهد القديم علي لسان موسي النبي بالطلاق من أجل قساوة الشعب ألا إن الكتاب المقدس لم يذكر لنا قصة طلاق واحدة في تاريخ أباء العهد القديم
* أبراهيم أبو ألاباء لم يطلق سارة لعدم الأنجاب
* أبونا يعقوب لم يطلب بطلان زواجه من ليئه بسبب غش خاله لآبان له بل قال له : ما هذا الذي صنعت بي أليس براحيل خدمت عندك فلماذا خدعتني " تك 29 : 25 ـ 27 "
* أبونا اسحق لم يتزوج ألا زوجة واحدة و هي رفقة " تك 24 : 67 "
وان هذا النظام قد و ضعه الله لصالح البشرية . ولكن البشرية فسدت وكان أول من نقد هذه الشريعة هو ( لامك ) الذي من نسل قايين فاتخذ لنفسه إمرأتين " تك 4 19 "
فاهلك الله الأرض بالطوفان ثم جددها مرة أخري نوح و امرأته و أبنائه و بنفس شريعة ألزوجه الواحدة جدد الله الأرض أيام نوح بعد الطوفان " تك 7 : 13 ـ 23 "
وأكد معلمنا بولس الرسول في رسالته ألأولي إلي كورنثوس
+ ليس للمرآة تسلط علي جسدها بل للرجل و كذلك الرجل أيضا ليس له تسلط علي جسده بل للمرآة " 1 كو 7 : 4 "
و بهذا يكون قد تساوت المرآة و الرجل في هذا الرباط المقدس و يكون رباط ابدي لا ينحل ولا ينفيك إلي البد حتى بعد موت احد الطرفين لا ينحل بل يمتد إلي الأبدية لأنه أمر ألهي " 1 كو 7 : 2 "
وعلي الرغم من أن الديانة المسيحية تسمح بالزواج الثاني بعد وفاة احد الطرفين ( الترمل ) و لكنها لا تستحسنه و تضعه في درجة اقل من الزواج الأول " 1 كو 7 : 9 ) المرآة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حيا و لكن إن مات ر جلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط و لكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا " 1 كو 7 : 39 ـ 40 "
وان كانت الكنيسة علي الرغم من اعترافها بشرعية الزواج الثاني بعد الترمل فإنها جعلته في مرتبة اقل وقد سمحت به من اجل الضعف البشري .
وقد وضعت الكنيسة قانون كنسي تجاه يتزوج ثانيا بعد وفاة زوجته الأولي
1 ـ يبعد عن التناول من الأسرار المقدسة مدة من الزمن و ذلك طبقا للقانون الكنسي .
2 ـ أن لا يكون للزيجة الثانية بركة أكليل . بل صلاة استغفار .
3 ـ إذا كان احد الطرفين بكر . ( بتولا ) و الطرف الأخر أرمل فليبارك علي البكر فقط .
4 ـ المتزوج للمرة الثانية لا يدخل ألي شرف الكهنوت بدرجاته ( القمص ـ ألقس ـ الشماس ) " 1تي 3 : 2 "
وقد شبه بعض الآباء الزواج بالزرع و استخدموا مثل الزارع الذي استخدمه السيد المسيح في انجيل متي 13 : 1 ـ 23 معتبرين أن المئة هي أكليل البتولية و الستون أكليل الترمل و الثلاثون أكليل للزواج الأول العفيف . و اذ كان الزواج بعد الترمل لم يدخل في هذه الدرجات الثلاثة التي للعفة فكيف تسمح بالطلاق .
و أن الكنيسة تؤمن بان ارتباط الزوجين في الأرض هو نفس الارتباط في السماء كقول الرب :
+ الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولا في السماء " مت 18 : 18 "
أن الزواج المسيحي رغم انه سر مقدس ألا انه أيضا سلوك ا اجتماعي . فإن الإنسان المسيحي يعيش في سلوك مسيحي لكي يكون مثالا للسيد المسيح له المجد فيشتم كل من حوله رائحة المسيح الذكية كقول معلمنا بولس الرسول :
+ و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان لأننا رائحة المسيح الذكية لله " 2 كو 2 : 15 "
و إن هذه الرائحة لا تظهر إلا من خلال التدقيق في السلوك المسيحي كقول معلمنا بولس الرسول :
+ انظروا كيف تسلكون بالدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا يكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب " أفسس 5 : 15 "
التدقيق في كل صغيرة و كبيرة في الكلام , في التصرف , في التفكير , في التعامل مع كل الناس الذين يحبوننا و الذين لا يحبوننا , ألأكبر منا و الأصغر منا . ذلك لكي نرضي الله فالانسان المسيحي يعمل من أجل الحياة الأبدية و يتمسك بها كوصية الرب غلي لسلن معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس
+ جاهد جهاد الإيمان الحسن و امسك بالحياة ألأبدية التي أليها دعيت " 1 تي 6 : 12 "
لأنه لا يوجد شركة للنور مع الظلمة و لا خلطة للبر مع الاثم . فليت الله يعيننا لكي نحيا حياة التدقيق الكامل في سلوكنا , لكي نحذر من كل ما لا يتفق مع من دعانا لنسير معه
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة " 1 بط 1 : 15 "
وقال الرب يسوع أيضا
+ كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو أيضا كامل " مت 5 : 48 "
فحياة التدقيق تجعل الإنسان في شركة كاملة مع ربنا يسوع المسيح وذلك علي أساس أننا قائمون دواما في حضرة الله
+ جعلت الرب أمامي في كل حين . لأنه عن يميني فلا أتزعزع " مز 16 : 8 "
فلنحرص علي أن تكون صلتنا بالله الصلة المستديمة . صلة الغضب بالكرامة . و المفروض أن الغصن يظل ثابتا دواما في الكرمة , و ألا جف , ثم مات . لنحذر من أن تتسلط علينا أية خطية , لانها هي التي تقطع علاقاتنا مع الله
+ اثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم و خطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع "اش 59 : 2 ـ8 )
أما إذا سلكنا سلوك التدقيق فنستمتع برفقة المسيح له المجد و نسير في نور كامل ولن نضل الطريق . كقول الرب :
+ أعلمك و أرشدك الطريق التي تسلكها عيني عليك " مز 32: 8 " لأن الرب يعلم فكر الإنسان كقول معلمنا داود النبي :
+ يا رب أنت عرفت جلوسي وقيامي و فهمت كل فكري من بعيد كل طرقي عرفت لأنه ليس كلمه في لساني إلا و أنت يا رب عرفتها كلها . " مز 139 : 1 ـ 4 "
1 0 التدقيق في ألسلوك داخل الأسرة و تربية الأولاد
الأسرة المسيحية هي كنيسة صغيرة فيقول بولس الرسول :
+ سلم علي الكنيسة التي في بيتك " فل 1 : 2 "
الأسرة المسيحية هي مذبح صغير .
+ أما أنا و بيتي فلنعبد الرب " يش 24 : 15 "
الأسرة المسيحية هي صورة المسيح علي الأرض .
+ أما تعلمون أنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم " 1 كو 3 : 16 "
الأسرة المسيحية هي رائحة المسيح الذكية .
+ ليري الناس أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات " مت 5 : 16 "
أننا نصلي في القداس الآلهي و نقول : بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة أنعم بها يا رب علينا و علي عبيدك الاتين بعدنا
كثير من الأسر المسيحية حولوا بيوتهم ألي كنائس مريم أم مرقس حولت بيتها ألي كنيسة و كانت أول كنيسة "أع 12 : 12 "
أكيلا و بريسكلا حولوا بيتهما ألي كنيسة . سلموا علي أكيلا و بريسكلا و علي الكنيسة التي في بيتهما " رو 16 : 3 "
*التدقيق في علاقة أفراد الأسرة مع بعضهم
" راجع رسالة معلمنا بولس الرسول ألي أهل افسس الاصحاح الخامس و السادس "
يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كوصية الرب :
+ أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة و اسلم نفسه لأجلها " اف 5 : 25 "
+ أيها الرجال أحبوا نساءكم و لا تكونوا قساة عليهن " كو 3 :19 "
*ابراهيم أبو الآباء أحب سارة جدا و كان يسمع لها و قال الله لابراهيم كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها " تك 21 : 12 "
* أبونا يعقوب أحب راحيل و خدم من أجلها 14 سنة
كما يجب علي الرجال أن يعطوا نساءهم كرامة أمام أعين الكل و لا يقلل الرجل من مقدارها . و يعتبر أن كرامتها من كرامته كقول الرب :
+ كذلك أيها الرجل كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي . كالا ضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم " 1 بط 3 : 7 "
كذلك أيضا يجب علي النساء أن تطيع أزواجهم كوصية الرب :
+ أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب " أف 5 : 22 "
+ أن المرأة المسيحية تطيع زوجها لأن المرأة الفاضلة ثمنها يفوق اللألئ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلي غنيمة تصنع له خيرا لا شرا كل أيام حياتها و أولادها يعطينها التطويب و زوجها أيضا يمدحها " أم 31 : 10 ـ 30 "
+ المرأة الفاضلة تسر رجلها و تجعله يقضي سنيه بالسلام
المرآة الصالحة نصيب صالح تمنح حظا لمن يتقي الرب .
المرآة المحبة للصمت عطية من الرب . و النفس المأدبة لا يستبدل بها .
المرآة الحية نعمة علي نعمة " ابن سراخ 26 : 2 ـ 16 "
+ الأسرة المسيحية لابد أن يراجع الزوجان سلوكياتهما أول بأول حتى لا يعثر أحدهما الأخر و يتعلم منها الأبناء السلوك الصحيح .
المحبة . التسامح . العطاء . إنكار ألذات .
كذلك يجب علي البناء طاعة الوالدين كوصية الرب لأنها
أول وصية بوعد :
+ أكرم أباك و أمك التي هي أول وصية بوعد " اف 6 : 2 "
*دقق في تربية أولادك لأنها وصية الرب
+ أدب أبنك لأن فيه رجاء . أدب أبنك في طريقة فمتي شاخ لا يحيد عنة " أم 19 : 18 "
و يقول أبن سراخ :
من أدب أبنه يجني ثمر تأديبه و يفتخر به بين الوجهاء . ومن علم أبنه يغير عدوه و يبتهج به أمام أصدقائه .
ومن دلل أبنه فسيضمد جراحه و عند كل صراخ تضطرب أحشاؤه الفرس الذي لم يروض يصير جموحا و ألابن الذي لم يضبط يصير سفيها " 30 : 2 ـ 6 "
إن عالي الكاهن سقط لأنه لم يدقق في تربية أولاده " 1 صم 2 : 29 ـ 33 و 4 : 18 "
+ كن لأولدك صديق .
+ لأن النفس الشبعانه تدوس العسل و للنفس الجائعة كل مر حلو " ام 27 : 7 "
كما تهتم بغذاء أولادك الجسدي اهتم بغذائهم الروحي أيضا علمهم الصلاة و حضور القدس الإلهي و الألحان كن لهم أبا روحيا أجعل بيتك و بينهم رباطا روحيا فإن بولس الرسول كان يقول عن تلاميذه أولادي فقال عن أنسيمس العبد :
0 ابني الذي ولدته في قيودي " فل 1 : 10 "
و أيضا أرسل لكم تيموثاوس الذي هو أبني الحبيب " 1 كو 4 : 17 "
2 0 التدقيق مع النفس :
من خلال البعد عن الخطية بكل أشكالها و ألوانها .
حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله . كن حازما مع ذاتك ولا تلتمس لها العذر .
أن يوسف الصديق كان حازما مع نفسه فرفض الخطية رغم أن كل الظروف التي من حوله كانت مهيأه لارتكاب الخطية ولم تكن هناك شريعة و لكنه حفظ نفسه طاهرا وقال :
+ كيف أصنع هذا الشر العظيم و أخطي ء ألي الله " تك 39 : 9 "
+ وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا " تك 39 :9 "
+ أن السلوك المسيحي هو أن تدقيق في كل شيء في أصغر الأمور لأن الخطية تدخل قل الإنسان بمجرد فكرة أو نظرة و تخرج بجرح كبير احذروا من الثعالب الصغيرة التي تدخل الكروم الجيدة فتفسدها .أن الشيطان لا يجرب الإنسان بخطية كبيرة لأنه يعرف أن الإنسان سيرفضها لأن الإنسان بطبيعته يكره الخطية .
+ الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح " لو 6 : 45 "
ويقول أبن سيراخ :
+ أهرب من الخطية هربك من الحية فإنها إن دنوت منها لدغتك أنيابها أنياب أسد تقتل نفوس الناس . كل إثم كسيف ذي حدين ليس من جرحه شفاء " أبن سراخ 21 : 2 "
* التدقيق في المظهر :
أن الإنسان المسيحي لابد يهتم بمظهر ملابسه لكي لا يكون عثرة لغيره لأن الله يقول :
+ انتم ملح الأرض ولكن أن فسد الملح فبماذا يملح . أنتم نور العالم .
فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السموات " مت 5 : 13 "
فلماذا نرتدي الملابس الشبه عارية التي لا تليق بأولاد الله؟
و يجعل الأنظار تتجه ألينا و ربما تعرضنا لاعتداء الأخرين علينا و تطمع فينا الأنظار فلكي نعيش في سلام لابد أن ندقق في مظهرنا من حيث الملابس و المكياج و الشكل العام لأننا هيكل الله وهيكل الله مقدس فقدسوا أجسادكم لأن الروح القدس يقول :
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أبيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس " 1 بط 1 : 16 "
+ النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر أو ذهب أو لالئ أو ملابس كثيرة الثمن " 1 تي 2 : 9 "
3 ـ التدقيق في ألعباده :
المسيحي دائما يسلك في حياة الصلاة و الصوم و الاعتراف و التناول من الأسرار المقدسة و قراءة الكاتب المقدس وسير القدسيين
* الصلاة :
وهي وسيلة الحوار بين الله و الإنسان و إذا أنعدم هذا الحوار تدهور الإنسان روحيا و إن الصلاة هي وصية الرب
+ اسهروا و صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة " لو 22 : 39
+ اسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفون الوقت ولا الساعة التي يأتي فيها أبن الإنسان " مر 14 : 38 "
اسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه " 1 بط 5 : 8 "
*الصوم : السيد المسيح صام أربعين يوما و أربعين ليلة لكي يعلمنا أن نصوم و يقول أحد ألآباء القديسين : الفم ألذي يمتنع عن الماء لا يطلب خمرا و ألبطن ألتي تمتنع عن الخبز لا تطلب لحما
* التوبة و الاعتراف :
أجلس تحت قدمي أب اعترافك و أقر له بخطاياك بكل تدقيق لكني تسمع الوعد الإلهي يقول لك :
+ من يكتم خطاياة لا ينجح ومن يقر بها و يتركها يرحم " أم 28 : 12 "
+ إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم " 1 يو 1 :9 "
والتوبة هي الرجوع إلي حضن الأب لأن الوحي الآلهي يقول :
+ أذكر من أين سقطت و تب " رؤ 2 : 5 "
+ لا تؤخر التوبة إلي الرب ولا تتباطأ من يوم إلي يوم " أبن سراخ 5 : 8 "
+ مرضاة الرب الإقلاع عن الشر و تفكير الذنوب الرجوع عن الإثم " أبن سراخ 35 : 5 "
*التقدم للأسرار ألمقدسة يكون باستحقاق
+ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب و دمه " 1 كو 11 : 27 "
فأن قدمت قربانك ألي المذبح و هناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و أذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك " مت 5 : 23 "
*قراءة الكتاب المقدس :
فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي التي تشهد لي " يو 5 : 39 "
إن كلمة الله سر قوتنا فإذا أهملنها نعيش في فتورا روحي لأن الرب يوصينا أن نحفظ كلمته
+ لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك " يش 1 : 8 "
و يقول داود النبي :
+ ما احلي قولك لنحكي احلي من العسل لفمي " مز 119 : 103 "
4 ـ التدقيق في الكلام .
السلوك المسيحي يعلمنا أن نفحص الكلمة قبل أن ننطق بها كقول الرب :
ستعطون حسابا عن كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم
+ بكلامك تتبرر و بكلامك تدان " مت 12 : 36 "
فالقديس ارسانيوس معلم أولاد الملوك يقول :
ندمت علي كثرة الكلام أما عن السكوت فلم أندم قط .
و يقول أيضا سليمان الحكيم :
+ كراهية الرب شفتا كذب أما العالمون بالصدق فرضاه " أم 12 : 22 "
+ رجل الأكاذيب يطلق الخصومة و النمام يفرق الأصدقاء " أم 16 : 28 "
+ الجواب اللين يصرف الغضب و الكلام الموجع يهيج السخط " أم 15 : 1 "
+ صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التكلم بالغش " مز 34 : 13 "
+ لان حنكي يلهج بالصدق و مكرهة شفتي الكذب " أم 8 : 7
و يقول أبن سراخ :
+ حكمة الوضع ترفع رأسه و تجلسه في جماعة العظماء . النحل صغير في الطيور و جناة رأس كل حلاوة " أبن سراخ 11 :1 "
+ رب ساكت يعد حكيما و رب متكلم يكره لطول حديثه " أبن سراخ 20 : 5 "
+ كن سريعا في الاستماع و كثير التأني في أحارة الجواب " ابن سراخ 5 : 13 "
5 ـ التدقيق في اختبار الأصدقاء .
الإنسان بطبيعته سريع التأثر لما حوله من سلوك و طباع و عادات و تقاليد و لذلك يحذرنا الرب علي لسان معلمنا بولس الرسول يقول
+ المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " 1 كو 15 33 "
يقول داود النبي :
+ طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين و في طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس " مز 1 : 1 "
فالابن الضال تأثر بما حوله من أصدقاء و سلك سلوكا خاطئا فوصل به الحال إلي يشتهي أن يأكل أكل الخنازير .
و شمشون الجبار سلك سلوكا خاطئا رغم وعد الله له و روح الله كان عليه و مسموح بالدهن المقدس و فرز من بطن أمه لكنه اختلط بالعالم الذي حوله و تزوج من بناتهم رغم تحذير الله لشعب إسرائيل لهذا الآمر فسقط عظيمة وكان مثل الحيوانات .
لوط لم يدقق في أهل سدوم و عمورة فتسقط عظيما
+ فأن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " 1 كو 15 : 33 " أما أبراهيم أبو الأباء الذي عاش و سلك سلوكا يرضي الرب:
+ فأمن ابراهيم بالله فحسب له برا و دعي خليل الله " يع 2: 32 "
يعيش الإنسان المسيحي في وصايا الله و السلوك المسيحي و حياة التدقيق و القداسة و يجاهد أن يحفظ نفسه طاهرا كل أيام حياته متشبها بالرب يسوع في القداسة لان الروح القدس يقول :
+ نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لانى أنا قدوس " 1 بط 1 : 16 "
+ لأنه هناك سكة و طريق لها الطريق حتى الجاهل لا يضل.
لا يكون هناك أسد . و حش مفترس لا يصعد أليها.بل يسلك المفديون فيها و مفديو الرب يرجعون و يأتون ألي صهيون بترنم و فرح أبدي علي رؤوسهم ابتهاج و فرح و يهرب الحزن و التنهد " أش 35 : 8 ـ 10 "
+ الصديق الأمين دواء الحياة و الذين يتقون الرب يجدونه .
من يتق الرب يحصل علي صداقة صالحة لأن صديقه يكون نظيره " ابن سراخ 6 : 16 "
6 . الاتضاع :
ومن سمات الإنسان المسيحي أن يعيش حياة الاتضاع لأنها سلوك مسيحي وهي الفضيلة الوحيدة التي قال عنها رب المجد أن نتعلمها منه :
+ تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " مت 11 : 28 "
لم يطلب رب المجد أن نتعلم هذه الفضيلة من أي إنسان أو ملاك بل من الرب ذاته . و في العظمة علي الجبل طوب المساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات " مت 5 : 3 "
و يقول الآباء : أن فضيلة الاتضاع هي الشجرة التي لا يموت مقتنيها لأنه يعيش مع الله و يعيش الحياة الأبدية لأن الإنسان الذي يصل إلي الكمال في كل حياته يكون قد وصل إلي بداية سلم الاتضاع .
ويقول الشيخ الروحاني :
خاتم المسيح الظاهري الصليب لكن خاتمه الباطني هو الأتضاع .
فأن الإنسان المتواضع دائما يشعر بأنه لا شيء بل كل ما به من صفات حسنة هي من عند الله و ليس من ذاته بل نعمة الله التي تعمل داخله و أن الاتضاع يولد فضائل كثيرة منها :
المحبة ـ التسامح ـ الصلاة ـ العطاء ـ البر ـ التقوى ـ الصبر و الإنسان الذي يعيش حياة الأتضاع يعيش حياة و فكر المسيح كقول بولس الرسول :
+ فليكن فيكم هذا الفكر الذي للمسيح يسوع أيضا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلي نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبة إنسان " في 5 : 2 "
المسيح له المجد ولد في مذود و عندما جاء ليوحنا ليعتمد منه منعه يوحنا قائلا أنا محتاج إن اعتمد منك و أنت تأتي إلي . فأجاب يسوع و قال له : اسمح الآن . لأنه هكذا يليق بنا إن نكمل كل بر و أيضا يوم خميس العهد " عيد الفصح " قام المسيح بعد العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة و اتزر بها ثم صب ماء في مغسل و أبتدا يغسل أرجل التلاميذ و يمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها السيد العذراء مريم عندما بشرها الملاك بميلاد الرب يسوع قالت : هوذا أنا أمه الرب . و رغم أنها تعلم بأنها أم المخلص .وكانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها " لو 2 : 19 "
لكنها لم تنطق بها و لم تفتخر . و أول مرة نطقت بهذا السر عندما كان المسيح معلقا علي الصليب قائلة :
العالم كله يفرح لقبول الخلاص أما أحشائي فتلتهب عند نظري إلي صلبوتك الذي أنت صابر علية من أجل الكل يا أبني و الهي " صلاة الساعة التاسعة "
و يقول المسيح له المجد :
+ أن أراد أحد أن يأتي و رائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني " مت 16 : 25 "
لان الرب تبارك أسمه :
+ يرفع المتضعين و ينزل المتكبرين " لو 1 : 52 "
و يقول القديس اغسطينوس :
إن الذي يعيش فضيلة الاتضاع يجذب الله اليه
+ الأنبا انطونيوس عندما كانت تحاربه الشياطين كان يقول لهم :
أيها الأقوياء أنا تراب أنا لا شي و لا أستطيع إن أقاتل اصغر أصغركم فكان يهرب الشيطان إمام اتضاعه
*أبو الإباء إبراهيم كان يقول عن نفسه :
أنا تراب و رماد " تك 18 : 27 "
*يوحنا المعمدان الذي شهد عنه المسيح انه أعظم مواليد النساء قال عن نفسه :
+ صوت صارخ في ألبرية " مر 1 : 3 "
*الاتضاع جعل يوسف متسلط علي ارض مصر .
* الاتضاع رفع موسي و جعله يقود شعب بني إسرائيل
* الاتضاع ادخل اللص اليمين للملكوت .
* الاتضاع جعل القديس الأنبا بيشوى يستحق إن يغسل قدمي المسيح له المجد .
* الأتضاع جعل المسيح يمدح قائد المئة و يشفي غلامه .
*الاتضاع جعل المسيح يتحنن علي المرآة الكنعانية و يمدحها .
إن الله لا يقبل الصلاة التي لا يكون باتضاع لعل كثير من صلواتنا التي نرفعها إلي الله لا تستجاب لعدم تواضعنا لان الله لا يستجيب ألا للصلاة التي ترفع بتواضع و تسليم لإرادة الله القوية لأنه مكتوب .
+ تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه " 1 بط 5 : 6 "
ففي صلاة الفريسي و العشار لم يقبل الله صلاة الفريسي لأنها كانت بكبرياء أما صلاة العشار فقبلها الله ,ونزل ألي بيته مبررا .
+ لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع "لو 18 : 14 "
ويقول ابن سراخ :
صلاة المتواضع تنفذ الغيوم ولا تستقر حتى تصل و لا تنصرف حتى يفتقدها ألعلي و يحكم بعدل و يجري القضاء
ويقول أيضا : لا ترتفع لئلا تسقط فتجلب علي نفسك الهوان كن صابرا في اتضاعك . فأن الذهب يمحص في النار و المرضيين من الناس يمحصون في أتون الاتضاع " 21 : 35 ـ 1 : 39 ـ 2: 4 "
+ الاتضاع يجعلك تعرف ذاتك من خلال نور الله و كلمة الروح القدس و تندم علي خطاياك باستمرار كقول داود النبي :
+ خطيتى أمامي في كل حين " مز 50 : 2 "
و بحسب مستوي اتضاع الإنسان سوف تكون درجته في الابديه
+ فمن يصل في حياته علي الأرض ألي مستوي اتضاع الأطفال يكون هو الأعظم في ملكوت السموات " مت 18 : 4 "
7 0 المحبة و التسامح
وان المسيحية تعظم المحبة و تتميز بها لان الله محبة و أن السيد المسيح له المجد عندما سأله احد رجال الناموس قائلا
+ يا معلم أية وصية هي العظمي في الناموس ؟
فقال له يسوع :
تحب الرب ألهك من كل قلبك . و من كل نفسك . و من كل فكرك هذه هي الوصية الأولي و العظمي و الثانية مثلها تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " مت 22 : 36 " وعلي هذه الوصية تأسست المسيحية منذ بدايتها و بشر الرسل جميعهم بالمحبة والسلام فقال القديس بولس الرسول :
+ و أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و أيمان بلا رياء " 1 تي 1 : 5 "
و يبشرنا القديس بولس الرسول عن مقدار المحبة في رسالته الأولي إلي كورنثوس أصحاح 13 عن مدي قوة المحبة آذ يقول :
+ إن كنت أتكلم بالسنة الناس و الملائكة و لكن ليس لي محبة .فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن . و أن كانت لي نبوة . و أعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان كل الإيمان حتى انقل الجبال و لكن ليس لي محبة فلست شيئا و إن أطعمت كل أموالي وان سلمت جسدي حتى أحترق و لكن ليس محبة فلا انتفع شيئا المحبة تتأني و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن ألسؤ و لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر علي كل شيء المحبة لا تسقط أبدا و جميع الآباء الرسل بشروا بهذه التعاليم التي تسلموها من الرب يسوع له المجد الذي قال عنها معلمنا يوحنا البشير :
+ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . " يو 3 : 16 "
وكانت وصية المسيح له المجد لتلاميذه :
+ حبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا . بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي ." يو 13 : 34 "
فان المحبة هي الرباط الذي يربط الناس بالله . ولكي نصل ألي الحياة الأبدية السعيدة في نهاية رحلتنا الأرضية لا يكون ألا بالمحبة و يؤكد القديس يوحنا الرسول غلي ذلك فيقول : + نحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبه . ومن يثبت في المحبة يثبت في الله و الله فيه . " 1 يو 4 : 16 " أن الذي يحب أخاه الإنسان يحب الله و من أحب الله يحب أخاه أيضا و الذي يبغض أخاه فهو يقتل نفس
و يقول الرب تبارك أسمه في نشيد الإنشاد :
المحبة قوية كالموت . مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفي المحبة و السيول لا تغمرها . أن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا " نش 8 : 6 ـ 7 "
وقد خلق اله الإنسان علي المحبة آذ قال الله تبارك اسمه :
+ نعمل الإنسان علي صورتنا و كشبهنا " تك 1 : 26 "
فكان ادم يعيش مع حواء وكل حيوانات الأرض في محبة و سلام ألي أن كسر ادم وصية الله فانفصل ادم عن الله تبارك اسمه .
ولذا قال الله تبارك اسمه علي لسان اشعياء النبي :
+ هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عني " اش 29 : 19 " و الإنسان المسيحي الذي يعيش بالسلوك المسيحي تكون محبته عملية كقول يوحنا الرسول :
+ لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل و الحق " 1 يو 3 : 18 " ووضح لنا السيد المسيح له المجد المحبة الحقيقية في مثل السامري الصالح " لو 10 : 27 ـ 37 "
لقد نفذ السامري الوصية إذ فعل مع اليهودي ما لم يفعله الكاهن . ولا اللاوي أيضا من الرحمة و المحبة . رغم انه كان هناك عداء بين السامرين و اليهود
من عظمة الديانة المسيحية أنها تأمر بان نحب الآخرين و حتى الأعداء إذ يقول الرب يسوع :
+ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا ألي مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون أليكم و يطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات " مت 44 : 45 "
+ لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر " ام 24 : 17 "
و يقول ابن سراخ :
اغفر لقريبك ظلمه لك فإذا تضرعت تمحى خطاياك " 28 : 1 "
و يقول احد القديسين :
الذي يحب المسكين أفضل من الذي يعطي المسكين
و يقول لنا الرب يسوع له المجد :
+ إن قدمت قربانك علي المذبح . و هناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و أذهب أولا اصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك " مت 5 : 23 ـ 26 "
حتى الإباء القديسين الذين قدموا حياتهم من اجل المسيح قدموها بحب إذ نقول في قسمة صلاة القداس الإلهي :
سفكو دماءكم من اجل اسم المسيح . الذي اعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي . و سكنوا في الجبال و البراري و شقوق الأرض من اجل عظم محبتهم في الملك المسيح . " قسمة الصوم المقدس "
8 0 فضيلة العطاء
المسيحية تأمر بأن تكون فضيلة العطاء بمحبة إذ يقول الرب :
+ من سألك فأعطيه و من أراد أن يقترض منك فلا ترده " مت 5 : 42 "
و يقول ابن سراخ :
الذي يصنع رحمة يقرض القريب و السخي اليد يحفظ الوصايا اقرض القريب في وقت حاجته و اقضه ما له عليك من اجله . حقق ما نطق به . كن طويل الأناة مع البائس ولا تماطله في الصدقة لأجل الوصية أعن المسكين و في عوزه لا ترده فارغا .
اتلف فضتك علي أخيك و صديقك ولا تدعها تصدا تحت الحجر و تتلف انفق ذخيرتك بحسب وصايا ألعلي فتنفعك أكثر من الذهب أغلق علي الصدقة في اخاديرك فهي تنقذك من كل شر " ابن سراخ 29 : 1 ـ 15 "
ويقول الرب يسوع : عن الأرملة التي و ضعت الفلسين أنها ألقيت أكثر من جميع الذين القوا . لان الجميع من فضلتهم القوا و أما هذه . فمن إعوازها ألقت كل معيشتها " مر 12 : 42 : 44 "
ويقول معلمنا بولس الرسول :
+ من يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد المعطي المسرور يحبه الرب " 2 كو 9 : 6 ـ 7 "
وإننا إن عشنا في وصايا الله و السلوك المسيحي و حياة التدقيق نكون أحباء لله لأنه وحده مصدر الكمال ومنه نستمد كل عطية صالحة وكل موهبة تامة واله السلام يكملنا في كل عمل صالح لنصنع مشيئة الله إذ يقول الرب يسوع :
أنتم أحبائي عن فعلتم ما أوصيكم به . لا أعود اسميكم عبيدا . لكي سميتكم أحبا . " يو 15 : 15 "
و نعيش حياة السعادة الحقيقية و المحبة الإلهية و السلام الداخلي حياة بلا هم ولا قلق . حياة الأطمئنان . حياة قداسة و حكمة ألهيه حياة الرضا و القناعة . حياة الحرية
ونكون أحرار و نحتفظ بالحرية التي أعطانا الله إياها لكي نصل ألي الكمال الحقيقي و نستعد للحياة الأبدية السعيدة لا نهائية وتكون أيام غربتنا علي الأرض هي سلم الرجاء الذي نصل به إلي السماء و نكون في حضن الأب و نسمع صوت الأب السماوي يقول لنا أدخل ألي فرح سيدك
كلمة من القلب
نور عيني وفاء وديع
عشتى كملاك علي الأرض و رحلتي كنسمة صيف اكملتي رسالتك كسفيرة للسيد المسيح علي الأرض كنت نموذجا حي للصبر علي تحملك الألأم سنين طويلة بشكر وحمد تمثلتي بسيدك في التسامح فكنت تصفحين لكل من يسئ اليك وتصلي من أجله أمام مذبح الله المقدس بكل حب .
كنت أمينة في العطاء وديعة في حياتك أمينة في رسالتك عشتي حياة البر و القداسة فتركتي سيرة حسنة في كل من حولك . فكان لك الوعد الإلهي : حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم ( مت 13 : 43 )
المحتويات
مقدمة صفحة 3
إهداء صفحة 5
الزواج المسيحي صفحة8
السلوك داخل الأسرة و تربية الأولاد صفحة20
علاقة أفراد الأسرة مع بعضهم صفحة21
تربية الأبناء صفحة24
التدقيق مع الناس صفحة25
التدقيق في المظهر صفحة26
التدقيق في العبادة صفحة28
التدقيق في الكلام صفحة31
التدقيق في اختيار الأصدقاء صفحة32
الاتضاع صفحة35
المحبة و التسامح صفحة40
فضيلة العطاء صفحة46
كلمة من القلب صفحة49
المراجع
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس الأسفار القانونية
الاجبية
الخولاجي
شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية للبابا شنودة الثالث
تعاليم و عظات الآباء
النبذات الشهرية لكنيسة أبي سفين بالمهندسين
wageh- المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
مواضيع مماثلة
» حتى لا يموت الحب بعد الزواج
» حالة المؤمن المسيحي في الزمان الحالي
» سلسلة الأضطهاد المسيحي علي الأراضي المصرية .
» في البيت المسيحي المشاكل الزوجية و الطريق ألي الطلاق !!
» القسمة والنصيب في الزواج
» حالة المؤمن المسيحي في الزمان الحالي
» سلسلة الأضطهاد المسيحي علي الأراضي المصرية .
» في البيت المسيحي المشاكل الزوجية و الطريق ألي الطلاق !!
» القسمة والنصيب في الزواج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى