الأسباب التي تقود الإنسان للانحراف نحو البداع والهرطقات

الأسباب التي تقود الإنسان للانحراف نحو البداع والهرطقات
من كتاب كشف القناع الجزء الثانى وجيه نبيل فرحان
تمهيـــــد
الصراع بين الخير والشر ليس أمر حديثا ولكنه موضوع قديم قدم البشرية , والبدع والهرطقات ما هي الا صورة من صور الصراع بين الخير والشر , فعدو الخير يزرع الزوان ليلا والناس نيام لعله يفسد الفكر البشري ويصرفه عن حياة الكمال المسيحي وللاسف الشديد فاننا نري ان لكل بدعة او هرطقة ضحاياه من الابرياء البسطاء الذين يسيرون في موكب الذبح وهم لا يدرون , ولذلك كان لازما علينا جميعا ان نخرج هذه البداع المنحرفة من خباياها ليراها جميع الناس علي حقيقتها فهي خفافيش تعيش وتوقع في كهوف الظلام , وهي حياة تختفي بين الاحجار ولذلك هيا بنا نسلط نور المسيح عليها لتخلص علي كل حال قوفا
الأسباب التي تقود الإنسان للانحراف نحو البداع والهرطقات
1 . الفراغ
2 . الشهوة الجامحة
3 . الوسط المنحرف
4 . حب الشهرة
5 . تحقيق الذات
أولا الفراغ :
الشباب الذي يعاني من الخواء الفكري والديني هو فريسة سهله الاصطياد للشباك الشيطانية ...
لقد قال " العقل الفارغ معمل للشيطان" وقد صدق هذا القول مع الذين سقطوا في الممارسات الشيطانية ويقول احدهما "ان الفراغ استبدل بعبادة الشياطين والديمونات او الاوراح الحارسة . لقد تركنا الله بعيدا واتجه الشباب نحو الشيطانية والشياطين "
اه .....لو عرفت الغاية من وجودي علي هذه الارض ؟
أه .... لو فهمت ان الوقت مقصر والايام شريرة ؟
لو عرفت وفهمت وادركت لاختفي أي فراغ داخلي او خارجي في حياتي ولا اسرعت الخطي قبل نهاية دربي لعل ادرك ذاك الذي ادركني
هل لنا الشبع الحقيقي بحبيبنا يسوع الذي وضع نفسه من اجلنا وما مقدار حبنا له ؟
وهل نحب الوقوف امامه ؟ وهل نهوي الجلوس تحت اقدامه ؟ وها نهفو اشتياقا للقائه ؟
هل لنا شبع الكتاب المقدس كلمة الحياة القادرة ان تحكمنا للخلاص الابدي ؟ وهل لنا الدراسة الروحية الجادة , ام اننا نعيش علي هاش الحياة الروحية .
ما هي علاقتنا بالكنيسة الامنية الوفية ؟
اين نحن من صلواتها وعيشتها ..... معجزاتها الامها ... اشتياقاتها ..... الخ
حقا ان كنيستنا تعيشنا الانجيل عمليا بكل احداثه ... فهي الانجيل المعاش , وها هنا الغذاء الروحي المشبع والذي يحيا فيها لا يفتقر ولا يحتاج
ثانيا : الشهوة الجامحة
يقول الوحي المقدس في (رسالة يعقوب 14:1 , 15) "كل واحد يجرب اذ انجذب وانخدع من شهوته ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذ كملت تنتج موتا "
فالشهوة هي الصنارة الشيطانية الناجحة التي يستخدمها الشيطان في اصطياد النفوس ولا سيما نفوس الشباب ..... لقد جاءت اعترافات عبدة الشيطان بانهم قدموا العبادة لهم لانه يمنحهم كل شيء تحرمه الشريعة السماوية عليهم , وفعلا سقط في هذه العبادات الشباب الذي يتهافت علي اللذه الحسية , فانهما يعبدون شهواتهم واهوائهم وغرائزهم وملذاتهم ومقابل التضحية بحياتهم علي مذبح الشيطان
لقد تراوحت اعمارهم جميعا من سن 15 الي 30 عاما وهو السن الذي تكون فيه الشهوة جامحة تحتاج الي الضبط , ولا ننسي ان الشيطان لا يكشف عن ذاته صراحة ولا يعرض بضاعته واضحة كما هي انما ياتي دائما متخفيا في صورة ملاك جميل يحمل بضاعته المملؤة سما مغلفه في اجمل واروع صورة وهكذا كل بدعة وهرطقة معه واجهته البرقه التي تسير اشتياقات الشباب وتجذبه للهاوية , لذلك يجب ان نحذر من شباك الشيطان وفخاخه المنصوبه لنا
ثالثا :الوسط المنحرف
ولا تضلوا فان المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة (1كو 33:15) يميل الشباب الي تكوين صداقات قوية . والانضمام تحت الوية (الشلل) فكل شاب يجب ان يكون له شلته . ويجب ان يكون مميزا في هذه الشلة , يكسب ثقتها ويمنحها الولاء الكامل . ولذلك غالبا ما تفوق طاعته لاصدقائه طاعته لوالديه . وبالتالي فان تاثير الشلة يكون اقوي كثيرا من تاثير الاسرة . وعندما تكون هذه الشلة متماسكة والاسرة ضعيفة والوعي الاسرة قد غاب او مات يصل الخطر الر زروته وايضا يحاول الشباب ان تضم الشلة الاصدقاء من الجنسين كنوع من التنفيس عن الكبت التربوي . او كنوع من الاشباع الخاص للغريزة الجنسية . وقد تطور الامور من الاستلطاف المرح الي الهزار الجنسي ثم الانحراف والوسط المنحرف يغري الشباب فيسقط بسهولة في العادات الزميمة مثل التدخين والادمان والانحراف الذي يصل الي المماراسات الشيطانية والسير في طريق الموت بلا عودة طالما هنا تمسكا بهذا الوسط الشرير اما ابناء الله فلهم صداقاتهم المقدسة . محور المجموعة الانجيل وراسها السيد المسيح
في هذه المجموعة لا تجد الا الاحترام المتبادل والتواضع الحلو والكلام المقدس . والنظرات العفيفة والقلب النقي كل فرد فيها له كيانه وشخصيته يتفاعل مع الجماعة ولكن لا يلغي شخصيته ولا يتحول الي ريشه في مهب الريح
رابعا : الشهرة
الشهرة لها جاذبية جنونية لدي الشباب الجائع . تجده يجري ورائها ويلهث لكي ما يحقق ذاته . وليرضي كبريائه ويظن انه قد اصبح شيئا مهما . والذي يجري وراء الشهرة لا يعرف معني انكار الذات ولا طريق الاتضاع . ولا البذل والتضحية من اجل الاخرين بل هو يتمركز حول نفسه . ويحاول جاهدا التفرد بمظهره وملبسه واطالة شعره او حلقه بالموس .... الخ
والشهرة لها تكلفتها الغالية من الناحية المادية والمعنوية والروحية , فالانسان يحتاج للمال ويحاول الحصول عليه باي طريقة . ولو بطريق العنف مع اسرته او طريق السرقة . وقد يخسر الكثير والكثير في الوصول الي غايته
اما ابناء الله فانهم يتسربلون بالتواضع . ويهربون من المجد الذاتي يحلمون صليبهم كل يوم ويتبعونه . فيرفعهم الصليب الي المجد السماوي . الي الملكوت ... الي العرش الالهي
خامسا : تحقيق الذات
الشباب يهتم جدا بتحقيق ذاته . ولكن عندما تخلط لديه المفاهيم يسقط في الافكار المنحرفة ويتعرض للضياع . فمثلا الحرية كلمة رنانة وجميلة . والحرية الحقيقية هي الحرية من عبودية الشيطان والخطية والحرية الحقيقية هي الالتصاق بالله ولكن عندما يسيء الشباب فهم الحرية فيجعلها طريقا لتحقيق الرغبات والشهوات والسلوك في الاباحية والعبادة الشيطانية فانه يدمر نفسه . وللاسف فان هذا النوع من الشباب يرفع الشعارات الرنانة : لماذا التذمت ؟ لماذا القيود علي الحرية ؟
لماذا .... لماذا ....ولماذا ؟
وباطن هذه الشعارات جميعها لماذا لا نفعل الخطية ؟ لماذا لا نسلك في طريق الموت ؟ لماذا لا نجرب المذاهب والبدع والهرطقات ؟ لماذا لا نعبد الشيطان الذي يحلل لنا كل شيء ؟
اما ابناء الله فانهم يبصرون جيدا الطريق . ويتفادون العذب الابدي . ويهربون من هوة الهلاك , ويصرخون من معلمنا بولس الرسول " مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بالمسيح يحيا فيا " (غل 20:2)
وقد يتساءل البعض : ما الداعي للخوض في مثل هذه الامور . واهدار الوقت . وضياع العمر باطلا . والي متي سنظل نقول " هم قالوا ... ونحن نقول"
الا نترك كل هذا الضياع وندخل الي عمق كتابنا المقدس ونشبع به