ديانة البوذية
صفحة 1 من اصل 1
ديانة البوذية
البوذية
بزغت البوذية من الديانة الهندوسية في القرن السادس قبل الميلاد علي يد " سذهارتا " كنوع من الثورة السلمية وانضم إليها الكثيرون من الذين يعانون من احتقار واضطهاد , وكانوا يؤمون بتناسخ الأرواح ,. وان الحياة شر , مثل الهندوسية
موضوع البوذية موضوع ضخم ولكن أتكلم باختصار شديد عن البوذية من خلال :
1. تاريخ البوذية
2. مؤسس البوذية
3. السارايوجا
4. انحرفات البوذية
5. معتقدات وتعاليم البوذية
أولا : تاريخ البوذية :
بزغت البوذية من الديانة الهندوسية في القرن السادس قبل الميلاد علي يد " سذهارتا " كنوع من الثورة السلمية علي النظام الطبقي , وانضم اليها الكثيرون من ابناء طبقات الدنيا الذين يعانون من احتقار واضطهاد طبقة البراهمة , وظلت البوذية تدور في فلك الديانة الهندوسية , فكل منهما تؤمن بنفس الاعتقادات الهندوسية مثل تناسخ الارواح , وان الحياة شر , ولكن البوذية لم تركز علي الالهه , وليس لها طائفة من الكهنة , ولذلك عبد البوذيين الالهه الهندوسية التي اعتادوا عليها منذ الاجداد . ثم اعتبروا فيما بعد بوذا "سنهارتا" هو الاله فعبدوه , ووضعوا تمثاله بين تماثيل الالهه الهندوسية , وبعد موت سنهارتا انكمشت البوذية وتعرضت الي فترة ولكنها استردت قوتها في القرن الثالث قبل الميلاد , فقد كان شمال الهند مقسما الي مسالك صغيرة عديدة فقام "شندرا جوباتا موريا " Chandra gupeta Mourya بطرد اليونان من البنجاب . وغزو الممالك الصغيرة في الشمال , وكون الإمبراطورية المورية التي شملت معظم مناطق الهند الشمالية وامتدت الي الجنوب , فحقق اكثر اتحاد سياسي في تاريخ الهند حين ذاك , وصارت له حكومة قوية وتنظيم اداري محكم ونظام بتسجيل المواليد والوفيات لرعاية الهنود . ثم جاء حفيده " ازوكا" Asoka " (294-227م ) للحكم فاقد حروب شرسة قتل فيها نحو مائة الف رجل , حتي اشمئز من سفك الدماء وقرر عدم خوض الحروب ثانية وتكريس نفسه للدين , وتحول من الهندوكية Hinduism الي البوذية Buddhism وترك مملكته ولم ياخذ منها سوي اشياء ضئيلة عبارة عن ثلاثة اردية صفراء , ونطاق يشدها به , وإبرة لرتق الأردية , وموس لحلق شعره , وغربال لتصفية الماء قبل شربه حتي لا يبتلع حشرة ضئيلة عالقة بالماء .
واستطاع ازوكا ان ينهض بهذه الديانة من مجرد مذهب صغير الي دين للامبراطورية المورية , وارسل رسالة ينشرون البوذية في البلاد الخاريجية مثل : بورما والصين واليابان ومصر وسوريا وسيلان , وفي سيلان اليوم توجد اقدم شجرة معروفة علي الارض , وهي عبارة عن فسيلة ماخذوه من الشجرة المقدسة التي جلس تحتها بوذا عندما نال الاشراقة , فصارت روحه عظيمة ومازالت باقية للان .
وفي نهاية القرن السادس الميلادي , جاءت إمبراطورية كوشان Kushan الجديدة خلفا لامبراطوية المور . والكوشانيون من البوذيين المخلصين لديهم , وفي عهدهم امتدت البوذية الي الصين , وفي تلك الفترة , كانت التجارة علي درجة كبيرة من النشاط , وكان لفارس وروما والصين تاثير عميق علي الثقافة الهندية . وفي القرن الخامس بدات البوذية في الهند في الاحتضار , فقد كانت امبراطورية جوبتا Gupta وهي اعظم امبراطوريات ذات العصر , بل وعلي مدار تاريخ الهند القديم كانت تدين بالهندوكية ... " (مجلة المعرفة المجلد 15 ص 2690)
وان كانت البوذية قد قل وجودها في الهند لكنها انتشرت وقويت في الدول الاخري , حتي انه في القرن التاسع عشر كانت البوذية منتشرة في نحو ثلاثين دولة اسيوية , واتصلت بالفكر الاوربي فكان لها اثرها علي الفلسفة الغربية والادب الأوروبي والموسيقي والثقافة ...الخ ويصل عدد البوذيين في العالم الي نحو خمسمائة مليون نسمة معظمهم منتشرون في بورما وتايلاند والصين واليابان واندونيسيا , وفي فرنسا يوجد نحو خمسة ملايين فرنسي يعتنقون البوذية , وفي اليابان تجد عدة مدارس بوذية , وفي احدي المدارس قد تري الراهب يركع امام معلمه , يلفظ نذوره ثلاث مرات . فيقطع له المعلم خصله من شعره , رمزا للتخلي والزهد (راجع مجلة النهار 4 اغسطس2002 – من شبكة الانترنت)
اما عن الكتب المقدسة البوذية , فان بوذا الذي رفض النظام الكهنوتي رفض ايضا ان يضع كتابا يشمل افكاره وفلسفته , حتي لا يتسبب تفسير اقواله . وتأويلها الي نشوء الكهنوت البوذي , وهكذا ظلت التعاليم البوذية تنتقل شفاهة حتي القرن الاول الميلادي حيث وضعت في ثلاث مجموعات دُعيت بيتياكا " أي السلال الثلاث وهي :
1. فينايا : أي النظام وهي خاصة باحترام الرهبان .
2. سوترا : أي مواعظ بوذا , وتحتوي عل عرض عام للمبادئ والتعاليم والعقائد .
3. ابيدراما : أي العلوم النظرية للنظام .
وكتبت السلال الثلاث باللغه السنسكريتية واللغة البالية , وعندما ترجمت هذه الكتب الي اللغات الاقليمية والاجنبية انقسم البوذيون الي البوذيين اهل الشمال وهم الذين ينتمون الي نيبال والتبت والصين وكوريا واليابان والهند الصينية وجاوا وسومطرة , والبوذيين اهل الجنوب وهم الذين ينتمون الي سيلان وبورما وتايلاند (راجع عبد الرحمن حمدي – الهند ... عقائدها وأساطيرها ص 127, ودكتور محمد غلاب – الفلسفة الشرقية ص 123) ومن المعروف ان البوذية لم تركز علي الالهه لذلك دُعيت دين الحاد , ولا تعترف بالكهنوت الهندوسي , فان كان البراهمي يقوم بدور الوسيط بين الانسان والالهه في الديانة الهندوسية , ويقدم الضحايا والقرابين , ويقبل الهدايا , فان الراهب البوذي هو انسان تجرد من كل شيء , فقد ترك اسرته ومجتمعه , ويقضي عمره هائما علي وجهه من مكان الي مكان , وان امكنه يكرز ويعظ ويبشره بديانته , وبينما يعيش الراهب البوذي في فقر اختياري مدفع , فان هناك مؤسسات بوذية غنية وقوية نتيجة الهدايا والتبرعات التي تقبلها, وهناك معابد فخمة جدا , حتي ان للبوذية نحو 800 معبد مُشيد تحت مستوي الارض .
ثانيا : سذهارتا مؤسس البوذية :
ولد سذهارتا Siddharta سنة 563ق.م من اب هندوسي غني من طبقة الكشتريا يدعي (سدودنا) Suddhadana وام نبيلة اسمها "مايا" Maya وكانت الاسرة تقيم في قرية "كبيلاوافو" Kapilavathu حيث تسطير طبقة الكشتريا علي المنطقة بارضها الخصبة وضياعها الفسيحة وقصورها الشاهقة , وفي الاسبوع الاول من ولادة سذهارتا ماتت امه , فربته خالته "مهاياباتي" Mahayapati وشب سذهارتا مثل "مهاويرا" الذي اسس الجينية في خير عميم , وعندما بلغ سن الشباب زوجه ابوه من " باسودهرا" ابنه احد الأمراء , فأنجب منها ابنا دعاه "راهولا" Rahula .
وقد تعرض سذهارتا إلي موقف معين جعله يستغرق في التفكير , فقال البعض ان هذا الموقف هو رؤيته لرجل عجوز قد احدودب ظهره يسير ببطي وهو يتوكا علي عصاه ويكاد ينكفي علي صدره . وقال البعض انه راي مريض يتألم واهله محيطون به ويعجزون عن فعل شيء لتخفيف الألم عنه , وقال آخرون انه رأي جثة إنسان تنبعث منها رائحة نتنه , فقرر سذهارتا ان يترك صخب هذه الحياة , ويسلك في حياة الخلوة والزهد والتقشف لعله يصل الي معرفة سر الكون , وفي احدي الليالي بينما تجمع في القصر عدد كبير بسبب ولادة "راهولا" ابن سذهارتا , ترك هو كل شيء وامتطي جواده , وسار طوال الليل حتى الصباح فتوقف علي احدي ضفاف النهر "فترجل" وقطع بسيفه ذوائبه المتهدلة , وخلع الحلي , وأرسلها مع حصانه إلي بيته , وواصل سيرة حتى التقي باثنين من الرهبان البراهمة فتتلمذ علي أيديهما , ولكنه اكتشف انهما يتقشفان حيا في التقشف ذاته , بينما كان هدفه الوصول الي اسرار الكون , واتخذ التقشف وسيلة وليست غاية , ولذلك ترك سذهارتا هذين الرجلين وسلك في طريق الرهبنة بحسب مفهومه واطلق عليها اسم " غوماتا " Goutama
وارتقي سذهارتا في التقشف حتي برزت عظامه , وتخلي عن ثيابه واكتفي برقاع او بعض اوراق الشجر ليستر عورته وكان ينام علي الحص او الاشواك , ومارس رياضة التامل , وكان يزامله خمسه من النساك فاقهما جميعا فجعلوه زعيما بينهما وبينما كان سذهارتا يهيم علي وجهه مال الي شجرة في غابة "اوريلا " Urwala ليستظل بها وهو يتناول طعامه , ولكنه احس برغبه جارفة ان يطيل المكوث تحت ظلال الشجرة , وكان تحتها سرا يريد ان يكتشفه , فيقول سذهارتا " سمعت صوتا في داخل يقول بكل جلاء وقوة : نعم في الكون حق ايها الناسك , هناك حقا لا ريب فيه , جاهد نفسك اليوم حتي تناله . فجلست تحت الشجرة في تلك الليلة من شهر الازهار , وقلت لعقلي وجسدي : اسمعا , لا تبرحا هذا المكان حتي اجد ذاك الحق , لينشف الجلد ولتتقطع العروق , ولتفصل العظام وليقف الدم عن الجريان ,
لن اقوم من مكاني حتي اعرف الحق الذي انشده , فيجيبني (موسوعة الاديان في العالم ص 178
). واخيرا شعر سذهارتا انه نال الاشراقة وحصل علي نزعة سماوية , واحس ان العقل قد تجرد من شوائب المادة , وتساقطت عنه كل هموم الحياة , ووصل الي منابع الحياة واكتشف تقاليد السرور , وعلم ان مصدر الشر والشقاء والتعاسه والالم نابع من انانية وشهواته واهوائه , وان طريق الخلاص يتمثل في البعد عن الانانية , والتخلي عن الاهواء والتسامي فوق الرغبات , ورفض الشهوات , والسرور في حياة الزهد والتقشف , فاصبح سذهارتا "بوذا" أي العارف المستيقذ والعالم المتنور , فيقول "لما ادركت هذا تحررت من الهوا , تحررت من شرور الكون الارضي , تحررت من شرور الخطأ , من شرور الجهل , وتيقظ فيا المتحرر , شعور التحرر , وشعور عدم تكرار المولد , لقد انتهي الصراط المقدس , وقد تمت الفريضة , فلن ارجع الي هذه الدنيا راجعة اخري , فقد ابصرت هذا (موسوعة الاديان في العالم ص 178
)
وادعي اتباع بوذا الشجرة التي جلس تحتها بالشجرة المقدسة او شجرة العلم , وراءو ان فيها سرا معينا لذلك يجب علي الناس ان يجلسوا تحت ظلالها واخذ اتباع بوذا فسائل منها وزرعوها في الاقطار المختلفة ليسعي الناس ويحجون اليها , والفسيلة التي ارسلت الي سيلان صارت دوحه مازالت قائمة حتي الان , وتعتبر اقدم شجرة معروفة علي مستوي العالم كله .
وبعد ان حصل بوذا علي الاشراقة عاد الي رفاقة النساك الخمسة , ودعاهم الي مذهبه فلبوا الدعوة , ثم جمع نحو ستين شابا , وتلمذهم واوصاهم بنشر دعوته , ولاسيما ان فلسفة بوذا لم تعتمد علي خلاص الفرد , انما تهتم بانقاذ العالم كله من الشقاء والظلم وذلك بالغاء نظام الطبقات كما في الهندوسية فالتف حول بوذا عدد كبير من الرجال والنسائ والشيوخ والشابات , فاحاطهم بعنايته وصار نموذجا لهم , واشتهرت دعوته باسم " النظم" او "عجلة الحياة" فظل بوذا يعيش كمبشر متسول وفي نفس الوقت يرعي اتباعه لمدة اربعين عاما حتي وصل سنه الي الثمانين
وانكر بوذا وجود الله , وتصور انه لا يوجد الا روحا عاما يتغلغل كل شيء وذلك اقتصرت دعوته علي الدعوة الاخلاقية فلن يتحدث عن الاله , وتحاشي الحديث عن كل ما يتصل الالهه , وقال "ان الذين يتكلمون عن الله , لم يروه وجها لوجه , فهم كالعاشق الذي يذوب كمدا وهو لا يعرف من هي حبيبته , وكالذي يبني السلم وهو لا يدري ان يوجد القصر وكالذي يريد ان يعبر نهرا فينادي الشاطي الاخر ليتقدم له (موسوعة الاديان في العالم ص 194 )
ورأي بوذا ان خلاص الانسان يتوقف علي الإنسان نفسه , ولا يتوقف علي القوة الإلهية ولذلك صرف نفسه عن الحديث عن الذات الإلهية , وتكلم عن فلسفته في هذه الحياة علي انها الم وشقاء وشهوه وهوي , فعندما ساله احد اتباعه هل الذات "القوة الإلهية" موجودة؟ فسكت , فساله : هل الذات ليست موجودة ؟ فظل ساكتا , فسأله هل هذا الكون دائم او غير دائما فقال له بوذا هل قلت لك جئني اعلمك عن الذات وعن الكون ؟ لا , لم اقل هذا , ايها المريدون لا تفكروا كما يفكر الناس , بل فكروا هكذا : هذا الم . هذا مصدر الالم هذا إعدام الألم . هذا سبيل اعدام الالم (موسوعة الاديان في العالم ص 193)
وهكذا كان بوذا يركز علي الخلاص من الالم , ففي خطابه الاول عقب نواله الاشراقة قال" ايها الرهبان , هذه هي الحقيقة المقدسة عن الالم : المولد الم , الهرم الم , المرض الم , الموت الم , الاجتماع بغير المالوف الم ,الافتراق عن المالوف الم , عدم ظفر الرجل بما يهوي الم , .
التلذذ ... وتلك الشهوة تجر من مولد الي مولد , ومن الم الي الم , اذا وجدت الشهوة والهوي وجد التحديد والتخصيص وجد الجهل , واذا وجد الجهل وجد الخطأ , واذا وجد الخطا وجد الحزن , فالحزن نتيجة للهوي والشهوات .
ايها الرهبان , هذه الحقيقة المقدسة عن اعدام الالم , اعدام الشهوه والظمأ والرغبة اعداما باتا (موسوعة الاديان في العالم ص 189) وكتب اتباعه علي اعلي معبده بالتبت قوله " ان الحياة تعيسة وشاقة , شهوة الانسان هي مصدر التعاسة . فاهمل كل شيء حتي ترتقي للنيرفانا واستطاع بوذا ان ينشر البوذية بسهوله ولا سيما انه ديانة سلام , وتدعو لتحاشي الغضب والانتقام . ورفض التعصب الديني بجميع وجوهه , فعندما راي بوذا احد اتباعه في نقاش حاد مع براهمي كان يتهم بوذا بالالحاد وقله الورع , عاب عليه ذلك وقال " ايها الاخوان . ان كان هناك من يقدح في ذاتي او في ديني او في "النظام" فليس لكم ان تغضبوا او تحزنوا او تحقدوا , لانكم بهذا تعرضون انفسكم لخطر الخسارة الروحية اولا , ثم لا تتمكنون في ثورة الغضب من تمحيص اقوال القادح ثانيا(موسوعة الاديان في العالم ص 182 ) كما قال بوذا : ان الحياة كلها من الولادة الي الموت لهيب وحريق , انها نار الشهوة . ونار البغض والعداء والهوي , ولكن هناك طريقا لاخماد هذه النار . : اما بابه فهو تطهير الذهن , ونهايتة السلام والحنان لكل الخلق من الاحياء , ان الذي يسلك هذا الصراط لا يقول , انني انا , وذلك الانسان غيري , ولذلك في نفعة خسارتي !! كلا !! بل هو يقول : يجب عليا انا الذي فزت بالبصيرة ان اشعر بالحب والحنان لكل الخلق الذين قيدوا بهذه الاغلال , اغلال العله وتعدد الحياة , ولقد كسرت انا هذه الاغلال بنفسي بقلع الشهوه من قلبي , فيجب عليا الان ان اسعي للكل واجعلهم أحرارا (موسوعة الاديان في العالم ص 186 )
وعاش بوذا ولم يره احد قط صاخطا او غاضبا او نقطق بكلمة جارحة او قاسية , وكما اعتزل بوذا الحياة الاسرية , هكذا اعتكفت زوجته " ياسودهرا" في كوخ علي مدخل مدينة "راج غاها" وكان ابنها الوحيد "راهولا" يذهب اليها مرة واحدة كل عام , وعندما كانت الجموع تجلس تستمع الي بوذا في كهفها مع ابن عمه فوجدها سيدة عجوز خط عليها التقشف الشديد خطوطاً واضحة وشعر رأسها محلوق، وقد خارت قواها وعندما أبصرت زوجها قالت له قد أطاعت الآمة (العبدة) سيدها ، ودخلت النظام منذ أن أذن لها ، والحمل الثقيل الذي حملته أضعه . الآن علي الأرض ، لأن لم يبق في نفس بذر للحياة ،
(موسوعة الاديان في العالم ص 183) وأسلمت الروح واستأنف بوذا سيره قائلاً لأتباعه " كل شيء يؤول إلى الانحلال ، وأنا كذلك أيها التلاميذ قد شُخت وأوشكت أن أموت ، جُدوا لتحرير أرواحكم بكل ما أوتيتم من الحول ، وفي خلال الشهور القادمة سأموت ، إن أجلي قد حان ، وإن حياتي يجب أن تنتهي وآن لروحي أن تلقي حملها ، أيها الرهبان ، عليكم بالتيقظ والتبصر لتكن أفكاركم سليمة ، راقبوا قلوبكم ، وصونوا نفوسكم ، ولا تغفلوا ، لتكن أرادتكم طاهرة قوية ، واجتازوا بحر الحياة غير آسفين ولا متحسرين (وليد طوغان . الكنائس الكاذبة ص 96 ). ودخل بوذا الغابة مع بعض تلاميذه ، وفي مكان بين واحتين ترتفع أمامه قمم جبال الهملايا نام بوذا نوم الموت سنة 483 ق.م بعد أن نهي تلاميذه عن البكاء عليه.
ثالثاً : السارايوجا
مع نهاية القرن التاسع الميلادي انحسرت البوذية ، وبدأت تتراجع حتى سنة 1200 م ، ولاسيما في الدول الأوربية والأسيوية ، ومع بداية القرن العشرين سنة 1918 م أعلن مجموعة من الهنود بأن الديانة البوذية تحولّت إلى السارايوجا ومع نهاية القرن العشرين سنة 1995 عادت للبوذية جاذبيتها بعد اعتناق نجوم هليود وسياسي أوربا لها ، وصار للبوذية مراكزاً بين نيويورك وسان فرانسيكسو يقصدها الأمريكيون بغية الحصول على الهدوء النفسي ، وحاولت المغنية مادونا أن تصبح راهية بوذية ولكنها رُفضت بسبب انحلالها الخلقي . أما الممثلة الشهيرة ماري لويز ماريان فأنها تقول " لقد اعتنقت البوذية لأن كل شيء فيها مسالم جداً".
وفي ألمانيا اعتنق رجال الاقتصاد وأساتذة الجامعات الديانة البوذية ، حتى أن الألماني " سيجمار زولياخ" يشيد بالسلام الذي تنشره البوذية فيقول " لم تشن حرب أبداً بإسم البوذية " ( وليد طوغان الكنائس الكاذبة ص 96 )
ووصل عدد البوذيين في ألمانيا نحو نصف مليون شخص ، بالإضافة إلى 120 ألف بوذي من دول أسيا يعيشون على الأراضي الألمانية ، ولاقت الكتب البوذية انتشاراً واسعاً في ألمانيا، فكان كتاب " خمسة أشخاص من التبت " مطلوباً بكثرة خلال عامي 96 ، 1997 م ، وصممت بيوت الأزياء العالمية زي رجال التبت ، وظهرت عطوراً تحمل اسم بوذية وظهرت الأفلام العالمية التي تمجد البوذية مثل فيلم " سبع سنوات في التبت" للنجم الشهير "برادبيت" والذي شاهده أكثر من 2 مليون ألماني ، وفيلم "كوندن" الذي يحكي قصة زعيم البوذية الحديثة (السارايوجا) " الدلاي –لاما" وقد أخرجه المخرج المشهور " سكورسيزي" ، وتم تصويره في المغرب لأن السلطات الصينية رفضت تصويره في الصين.
ويُعتبر " الدلاي –لاما" هو زعيم السارايوجا ، وقد أتخذ مدينة "دهرامزاي" مقراً لحكومة التبت في المنفي ، ونادي بانفصال إقليم التبت عن الصين ، وتعاطف معه الكثيرون من سياسي أوربا ، أما عن حياة الدلاي –لاما الشخصية فانه توج سنة 1940 م وهو طفل في قلعة ضخمة تشمل ألف حجرة وفي سنة 1950 م توج قائداً عاماً لشعب التبت ، وفي سنة 1959 عندما شبت الثورة ضد الصين هرب إلى الهند ومعه نحو ثمانين ألف شخص من شعبه أما الجيش الصيني الذي يتمسك بالتبت فقد سفك دم نحو 87 ألف شخص مع شعب التبت لمطالبتهم بالانفصال وكثيراً ما دُعي الدلاي –لاما في الدول الأوربية لإلقاء محاضراته عن التأمل وتأثيره على الجسم البرشي ، ويستيقظ الدلاي لاما , وفي سنة 1995م اخذ الدلاي لاما يبحث عن الطفل الذي يخلفه , وبعد ان اختار طفلا يخلفه اختطفت الصين هذا الطفل وحبسته وكان له من العمر ست سنوات .
وفي سنة 1967م ظهر "شوكي الاما " المسيحي الامريكي ذو الاصل الهندي . ونادي بمعتقد جديد يعتمد علي تطاير ذبذبات من جسد الخالق , وقالوا ان هذه الذبذبات ظلت هائمة في الفضاء , وحلت بجسد "بوذا" وجسد " زراشت" وبعد موتهما ظلت هذه الذبذبات هائمة في الجو .
وفي سنة 1972م انتهت حياة "شوكي الاما" في ولاية " الياما" الأمريكية , فاكملت ابنة اخيه "سارايوجا" الرسالة , بعد ان دمجت بعض المعتقدات البوذية مع الزرداشتية والفرعونية القديمة , وفي الثمانينات عادت " سارايوجا " الي الهند واسست كنيسة حيث اعدت ستة اشخاص من اتباعها , وطلبت منهم الذهاب الي الولايات المتحدة لنشر مذهبهم , وانها ستحلق بهم فيما بعد , وهكذا اسست "سارايوجا" في امريكا جمعيتها المسيحية علي طريقة السارايوجا Caracrist او Saracristianty وقالت ان الذبذبات التي تطايرت من جسد الاله . واستقرت لدي بوذا وزرادشت , والمسيح , بعد موتهم طارت الي الاماكن القديمة مثل المعابد الفرعونية العظيمة , او المعابد الصينية القديمة ,
وفي سنة 1986م بلغ اعداد التابعين لسارايوجا في الولايات المتحدة 17الف شخص , وصارت تنمو هذه الجماعة شيئا فشيئا , ولاسيما سنة 1989م عندما اعطت "سارايوجا" اوامرها لاتباعها لنشر المذهب في كل انحاء العالم . وجاءت الي مصر الفتاة الالمانية "اندريا" ذو السبعة والعشرين ربيعا الي مصر موفده من قبل "سارايوجا" لنشر مذهبهم , ووجدت "اندريا" ضالتها المنشودة في السودانيين فصادقتهم , ولاسيما البوابين منهم , , كما اقبلت الي مصر ايضا السويدية "شاسا" سنة 1997م لذات الغرض وهي تحمل تمثال مصري قديم للإله "سيخمت" اله الشر عند القدماء المصرين , وبعد ان سقطت في عدة فضائح جنسيه , وقيل انها مريضة بالايدز قامت السلطات المصرية بترحيلها .
وحاولت "سارايوجا" نشر مذهبها الجديد في العراق , والادرن , وتونس , ولندن واضطرت سلطات تلك البلدان الي ترحيلهم وذلك بالرغم من ان بعضهم حق اللجوء السياسي ليظل في مكانه , ولكن مثل هذه الطلبات قبلت بالرفض , ومع هذا فان " سارايوجا" قد انتشرت حتي وصل عددهم في اليابان الي اكثر من نصف مليون شخص , وفي الهند الي ثلاثة ملايين , بلغ عدد المعتقلين منهما في انجلترا 4700شخص من جنسيات مختلفة وتدعي كل شيخه هندية او عزيمة لهم "بسارايوجا" , وقالوا عن السارايوجا الاولي في العالم انها ولدت من اب هندي فقير , وام عمياء , ومنذ عامها السادس وهي تبحث عن حقائق الحياة , واعتقدت ان هناك الها خالق اخر غير المعروف في الهندوسية والبراهيمية , وتزوجت هذه السارايوجا الاولي وهربت من زوجها الي احدي الغابات وهي حامل في الشهر الثاني وعندما وضعت طفلتها في الغابة كانت تعتقد ان الغريزة الجنسية تكمن في الثدي , ولذلك قطعت ثدييها وثديي ابنتها ثم عثرت علي ولد تائه في الغابة فاهتمت به حتي صار رجلا فتزوجته وانجبت منه سبعة ابناء , وقد التقت السارايوجا الاولي في الغابات بيوذا الذي وعدها ان تعيش في ظله , فعاشت معه علي احدي قمم الجبال الصينية , وقيل انها تركت ابنائها من اجل خدمة بوذا , غير انها كانت تعود تراهم كل عام مرة واحدة .
ومن الاعضاء البارزين للسارايوجا "روبرتو باجيو" لاعب الكرة الشهير و " وتيناتيرنر "نجمة البوب الامريكية السمراء اما " مانا سارايوجا " فهي اول سارايوجا في العالم قالت ان الكون كله عبارة عن مجموعة من اوتار او خيوط تتجمع كلها في يد واحدة , وهذه اليد ذبذبه جبارة . وان السماء والارض والانسان والحيوان والنبات فكل منهما ما هو الا مجموعة ذبذبات مترابطة وحضت مانا علي الحياة الفاضلة التي تركز علي الرحمة والرافة وحب الناس والادب وطهارة اليد واللسان , واحترام الصغير للكبير ولا سيما الصرايوجيين , لان الصرايوجي الكبير تصدر منه ذبذبه اعلي وانقي من التي تصدر من الصغير
ويعتبر السارايوجا خليط من البراهيمية والبوذية , ويعتبرون وبوذا وزرادشت والمسيح من أنبيائهما , ولهم كتابهم المكتوب باللغة الهندية والذي تجرم إلي اللغتين الألمانية والايطالية وتعتقد السارايوجا بتعدد الاله ويعتقدون ان العصر الذهبي للانسان عندما كان هناك صله وحديث بين الاله والانسان قبل العصيان . اما بعد العصيان فقد تحول النور الي ظلمة واسودت الدنيا , وهاجت البحار والمحيطات , وعلي الانسان ان يكفر عن خطاياه بالزهد والتقشف ولهذا تخص السارايوجا علي المواظبة علي التامل , فيقول الراهب السارايوجي " جوزيف جوتس" مثلما تذهب الابل لعيون الماء , نذهب نحن خمس مرات يوميا للتامل . فالتامل استجماع للقوي وهو عبادة ايضا لذلك استيقظ في الخامسة صباحا , وابدا بما يعطيني الهدوء الداخلي (وليد طوغان . الكنائس الكاذبة ص 114 ) وعند صلواتهم يقفون امام صورة السارايوجا , ويعتقد السارايوجا ان الانسان ربما كان اصله حيوانا , ثم اكتسب صفات انسانية جديدة , لكن صفاته الحيوانية مازالت ملتصقة به ,ويساوون ,بحجة ان لكل منهما روح في الجسد , بل ان الحيوان قد يكون افضل من الانسان لانه لا يعرف الكذب ولا الخيانة , ولذلك فهو يعاشر زوجته امام الكل , ويعتبرون ان الحيوان مسئول عن تصرفاته مثله مثل الانسان , فان قتل الحيوان متوحش انسانا , فعلي عاتله هذا الانسان الاخذ بالثائر بقتل الحيوان القاتل او واحد اخر من نفس الفصيلة .
وتحض عقيدة السارايوجا علي العنف واستخدام السلاح , فالسارايوجي الذي لا يحب اخيه فهو كافر يجب قتله او علي الاقل تجنبه , اما الحاكم الذي لا يمثل قدوة لشعبه فيجب قتله , والسلاح الذي استخدم فى القتل يجب اعدامه فان كان رمحا مثلا فان يكسر ويحرق والا يظل هذا السلاح يطيح بارواح الابرياء , ويحث كهنة السارايوجا اتباعهم علي تتبع الذبذبات الصادرة من الالهه , ومتي اهتدي اليها الانسان فانه يجب ان ينتحر هو واسرته في ذاك المكان , وتترك جثته فلا تحرق ولا تدفن انما تترك للجوارح لتنهشها , وبذلك تتشتت الروح , ولا يحب السارايوجيون الماء , فالسارايوجي لا يغتسل ولا يستحم , ولو استحمت زوجته فانه يبتعد عنها ولا يقربها .
رابعا : انحرافات البوذية
انحرفت البوذية عن المبادئ التي وضعها بوذا , وانحرف الرهبان البوذيون نحو ممارسة السحر والشعوذة وتحضير الأرواح والتنجيم والعرافة وتطوير القدرات الخارقة , ويقول احد الرهبان البوذيين " ان تحضير الارواح حقيقي هو علم رائع .... فمن الممكن من خلال تحضير الارواح الاتصال بأحبائنا الذين رحلوا ( (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الاتية علي العالم ص 142 )
ويشترط في تلاميذ الراهب البوذي الطاعة العمياء , والاقناع بامكانية الاتصال بالارواح عن طريق الهتهم الهندوسية او عن طريق الراهب البوذي سواء في حياته او بعد مماته , قال "موكتتاندا" لتلاميذه انهم سوف يلتقون بدون توقع مع كثير من الالهه الهندوسية وارواح الموتي ..... سلك الرهبان البوذيون في السحر حتي ان بعضهم مثل "راجنييش " "موكتتاندا" و " ساي بابا" و "دافري جون" استطاعوا ان ينقلوا قوة السحر الي تلاميذهم عن طريق اللمس او النظر او الفكر , وفي احدي المرات ظهرت احدي الارواح الشريرة في شكل راهب بوذي , وكانت تشجع تلاميذه علي الانتحار , كما تعرض بعض قادة البوذية للجنون خلال فترة من حياتهم مثلما حدث مع مهيربابا , وراماكريشنا , موكتتاندا , ورود رانذا , ودافري جون .
ويحكي " تاك بروك " عن مغامرته مع البوذية , فبعد تخرجه من جامعة فيرجينيا قرأ كثيراً عن العبادات الهندوسية ثم سافر إلي الهند سنة 1969م , وتتلمذ علي يد راهب الهند الأول "ساثيا ساي بابا" الذي كان يصنع المعجزات (طبعا بقوة الشيطان) فشعر تاك بروك راحة عظيمة حتى أنه قال " كانت هذه الفترة تبدو بالنسبة لي وكأنني أعيش في جنة عدن ولكن بدون الحية" ... وبعد مرور سنتين اكتشف أن كل هذه الأمور شيطانية فاعترف قائلاً : لقد أدركت أن ساي بابا " الذي أصبحت أراه الآن . من خلال المعجزات التي قوم بها أنما هو ضد المسيح الذي تنبأ في إنجيل متي 24:24 لذلك هربت من الهند وفي داخلي ادراك بان هناك شر في الديانات الشرقية ... شر أغواني وجذبني لحافة ، ولو لم أسلم إلى المسيح حياتي ... لكنت الآن ميتاً روحياً وكان مصيري الهلاك الأبدي" (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الآتية علي العالم ص 20)
وقد وضع 54 راهب بوذي تحت الفحص ، وكانت النتيجة أن 90% (حتى المتزوجين) قد انحرفوا في علاقات جنسية مع واحدة أو أكثر من تلميذاتهم، والبعض فيهم شواذ جنسياً ..
وفي تقرير أذاعته وكالة الأسوشيتدبرس في 2/6/1986 م أعلنت فيه أن الراهب البوذي "برم باراماهنا" البالغ من العمر 38 عاماً أدين بارتكاب ثمانية جرائم جنسية غير شرعية في تورانس بولاية كاليفورنيا ، وقد مارس الجنس مع فتاة عمرها ثماني سنوات لمدة سبعة عشر شهراً .. وفي جريدة سان فرانسيسكونُشر مقال عن الراهب البوذي "دافري جون " Da Free John الذي اغتصب أحدي تلميذاته وسجنها ، فرفعت عليه قضية تعويض بمبلغ 45 مليون دولار .... وقالت عضوة أخري "أن المكرسات كن يؤمرن بأن تصور لهن أفلام إباحية داعرة ، لقد حللوا الشر ، حتى أنهم يقولون على لسان إلههم الهندوسي "اندرا" أن الإنسان الذي لا يعرفني كما أنا لا يفقد شيئاً مهما عمل ، حتى ولو قتل أمه أو أباه ، حتى لو سرق أو جلب النساء بغرض الزنا ، فهما عمل من شرور فأنه لا يخاف لأنه يعرفني كما أنا " (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الآتية علي العالم ص 185)
وللأسف فأن الذين يؤمنون بالبوذية في العالم وصل عددهم منذ عدة سنوات إلى 470 مليون شخص
(السيد محروس – عبادة الشيطان إبليس المتمرد ص 84)
خامساً : معتقدات وتعاليم البوذية
هناك فرق شاسع بين معتقدات وتعاليم البوذية قبل انحرافها وبعد انحرافها ، فقبل انحراف البوذية نذكر أمثلة لهذه التعاليم :
1. بينما اهتمت الهندوسية بعقائد الآلهة والطقوس والشعائر الدينية ، فأن البوذية قد أغفلت كل هذا وركزت على السلوك الشخصي للإنسان.
2. اعتقدت البوذية أن الكون أزلي ليس له بداية ، وأبدي ليس له نهاية ، وأن الروح تمر في عدة تجسدات مختلفة ، حتى تخلص تماماً من الشهوات والأهواء ، فتصل إلى مرحلة النجاة ولا تتجسد بعد ، وركزت البوذية على مفهوم أن الحياة رحلة قصيرة مؤلمة يعقبها الموت ، ثم تعود الروح لتتجسد في جسد آخر ، ولذلك على الإنسان أن يتحدي كل رغباته وشهواته حتى يصل إلى مرحلة النجاة أو النيرفانا
3. أوصي بوذا أتباعه بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة فقال : فلينتصر الإنسان على الغضب بالحب ... وعلى الشر بالخير.. وعلى الشح بالكرم .. وعلى الكذب بالصدق ،ومن السهل أن يدرك الإنسان خطأ غيره ، ولكن من الصعب أن يدرك خطأ نفسه" (الهند...عقائدها وأساطيرها عبد الرحمن حمدي ص 14 )
وعندما أراد "بورنا" أحد أتباع بوذا تبشير قبيلة "سرونا بارانتا" المعروفة بالطباع الخشنة فسأله بوذا: أن رجال القبيلة قساة سريعوا الغضب فإذا وجهوا لك ألفاظ بذيئة خشنة ، ثم غضبوا عليك وسبوك فماذا كنت فاعل ؟
فأجاب بورنا : أقول ، لاشك أن هؤلاء قوم طيبون ، لينو العريكة ، لأنهم لم يضربوني بأيديهم ، ولم يرجموني بالحجارة.
بوذا : فإذا ضربوك بأيديهم ورجموك بالحجارة فماذا كنت قائلاً ؟
بورنا : أقول أنهم طيبون لينون إذ لم يضربوني بالعصي ولا بالسيوف
بوذا : فإذا ضربوك بالعصي والسيوف
بورنا : اقول أنهم طيبون لينون إذ لم يحرموني الحياة نهائياً
بوذا : فإذا حرموك الحياة ؟
بورنا : أقول أنهم طيبون لينون إذ خلصوا روحي من سجن هذا السيئ بلا كبير ألم.
بوذا : أحسنت يا بورنا أنك تستطيع بما أوتيته من الصبر والثبات أن تسكن في بلاد قبيلة"سرونا بارانتا" فأذهب إليهم ، وكما تخلصت فخلصهم ، وكما وصلت إلى الساحل فأوصلهم معك ، وكما تعزيت فعزهم وكما وصلت إلى مقام النيرفانا الكاملة فأوصلهم ، فذهب بورنا إليهم ، وكانت النتيجة أن آمنوا كلهم بالبوذية واتبعوها . ( موسوعة الأديان ص 180 ، 181)
4. رفضت البوذية النظام الطبقي الهندوسي ، وكان بوذا يأكل مع المنبوذين فجذب الكثيرين منهم إلى ديانته الجديدة.
5. وضع بوذا عشر وصايا للوصول إلى مرحلة "النجاة" وهي
أ- الحذر من قتل أي كائن حي.
ب- يجب أن لا تأخذ ما يُعطي لك.
ج- الالتزام بالصدق .
د- عدم شرب الخمور.
ه- عدم ممارسة العلاقة الجنسية المحرمّة.
و- لا تأكل في الليل طعاماً طبخ في غير أوانه.
ز – لا تكلل رأسك بالزهر ولا تستعمل العطور.
ح- عدم اقتناء المقاعد والمساند الفخمة.
ط- عدم حضور حفلات الرقص أو الغناء.
ي – عدم اقتناء ذهب أو فضة.
6- تحرم البوذية بعض الحرف مثل تجارة الأسلحة ، وتجارة الرقيق ، وتجارة القوافل ، والفلاحة.
7- المرأة في البوذية لا تتمتع بالحقوق التي يتمتع بها الرجل ، فبوذا كان متردداً في قبول النساء في جماعته حتى ألح عليه ابن عمه "انندا" الذي سأله:
كيف تعامل النساء أيها السيد ؟
أجاب : لا تنظر إليهن
- ولكن إن اضطررنا للنظر إليهن ؟
- لا تخاطبهن
- ولكن إذا خاطبننا ؟
- إذا كن على حذر تام منهن
أما بعد انحراف البوذية ، فقد ساءت تعاليمها جداً ، ونذكر أمثلة على ذلك:
1. يري الرهبان البوذيين أن الالتزام بالمبادئ الأخلاقية أمر دنيء وخسيس وخرافة تحط من قدر الإنسان ، وتعوق تقدمه الروحي ، لأن كل شيء في العالم هو مقدس سواء كانت فضيلة أو خطية ، خير او شر فالخير والشر هما نفس الشيء وليس المهم هو المبادئ الأخلاقية ولا الضمير ، ولكن المهم هو المشاعر الإنسانية ، فالإنسان يجب أن يفعل كل ما يريد حتى أن راجيتش "Rajneeh" يري أن القتل شيئاً صالحاً ومقدساً .
2. تبيح البوذية الكذب ، فالمهم أن يكون لدي الإنسان حنو وشفقة ، ولا يهم إذا كان كلامه صدقاً أو كذباً ، فكل المعلمين الروحيين كاذبين ، ولكن من خلال الكذب يصلون بك إلى النور أو الاستنارة.
3. يبيحون ممارسة الجنس بطريقة غير شرعية ، ويرون أن الطاقة التي تصاحب العملية الجنسية تصل بهم إلى التنوير والاستنارة حتى أن بهاجوان شري وراجنيش يحللان اغتصاب الفتيات وضرب الإناث أثناء الممارسة الجنسية.
4. يعلمون بأن الله يعلم الأفكار ويري تصرفات الإنسان ، ولكنه لا يهتم ولا يكترث بها ، وإن طاعة الله تعتبر خطية عظيمة.
5. لا فرق بين الله والشيطان ، والذي يعرف أن يستخدم قوة الشيطان بطريقة إلهية فأن ذلك سيكون مفيداً جداً .
6. الشيطان هو خلاصة الحكمة ، فالكتاب المقدس يقول عنه " خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال"(حز 28 :12) فتصرفاته تُعبر عن الضمير المستنير.
7. يسعون نحو الاستنارة والروحية وهي ما يسمونه بالصحوة الكندالينية ، وهي في الحقيقية تسلط شيطاني رهيب على الإنسان ، ويصف "موكتاتندا" حالة الاستنارة التي خاض غمارها فيقول :" لقد هوجمت بعنف بكل أنواع الانفعالات والأحاسيس البشرية ، والدنسة ، ثم ابتدأ جسدي ينشط بطريقة مربكة ، فبعد فترة تغير تنفسي ، وأصبح مضطرباً ، وفي بعض الأحيان كانت بطني تمتلئ بالهواء وكنت أفرغ هذا الهواء بمجهود كبير ، وكان النفس الذي استنشقه يبقي في داخلي ، فانزعجت جداً .. وتوقف ذهني عن التفكير بسبب الخوف.
أصبحت أفكاري مرتبكة ولا معني لها ، وابتدأ جسمي وأطرافي يسخن أكثر فأكثر. وأصبح رأسي ثقيلاً ، وابتدأت كل مسام جسدي تؤلمني ، وعندما كنت أخرج هواء الزفير ، كان الهواء يبقي في الخارج ، وعندما أدخل هواء الشهيق كان الهواء يبقي في الداخل ، لقد كان هذا مؤلماً جداً ، وفقدت شجاعتي ، وشعرت بأن هناكمن يقول لي أنني سأموت في أي لحظة ، ولم استطع أن أفهم هذا الذي يحدث لي ، ولا كيف كان يحدث ، ولا من الذي كان السبب في حدوثه.
وبعد الساعة التاسعة كان هناك شخصاً أُجلس نفسه في عيناي وجعلني أري أشياءاً غريبة ، وبدا لي وكأن قوة امتلكتني هي التي جعلتني أفعل هذه الأشياء ، وأصبحت أفكاري غير ثابتة .. وسمعت حشداً من الناس يصرخون بصورة مرعبة... ورأيت مخلوقات غريبة طولها يصل إلى خمسين قدماً، لا هي شياطين ، ولا هي أنصاف آلهة ، ولكنها كانت آدمية في شكلها ، وكانوا يرقصون وهم عرايا،وأفواههم مفتوحة على أخرها ، وكانوا يصرخون صراخاً به ذعر وألم ، وكان هذا لا صراخ مرعباً وغامضاً .. وأحاط بي جيش من الأشباح والشياطين ، وظللت ثابتاً في مكاني طول الوقت في وضع من الاسترخاء ، وكانت عيناي مغلقتين ، وذقني يضغط على حلقي حتى لا يخرج أي هواء من داخلي.
بعد ذلك شعرت بألم شديد ، أردت أن أهرب ، ولكن قدماي تثبتتا بإحكام في وضع الاسترخاء ، شعرت وكأن ساقاي قد تسمرتا باستمرار في هذا الوضع . وكانت ذراعاي مشلولتين تماماً.
بعد ذلك أتي إلىّ طافياً على الماء جسم كروي يشبه القمر يبلغ قطره أربعة أقدام ، توقف هذا الجسم الكروي أمامي . ثم ارتطمت هذه الكرة البيضاء المشعة بعيناي ثم دخلت فيّ والتصق لساني بسقف حلقي ، و أغلقت عيناي ورأيت نوراً مبهراً داخل جبيني فأنزعجت ، وبعد ذلك أجبرت رأسي أن تنحني وتثبت على الأرض .
بدأت أخرج صوتاً مثل الجمل ، ثم كان هذا الصوت يتناوب مع زئير نمر ، ولابد أن زئيري كان عالياً ، لأن الناس المحيطون بي اعتقدوا أن نمراً قد جاء إلى حقل قصب السكر المجاور .
لقد كنت في حالة رعب ، لدرجة أني أصبحت مجنوناً تماماً ، أنك لا تستطيع أن تري أنني مجنون من الخارج ، ولكني كنت أشعر بذلك في داخلي ... ابتدأ جسدي يتلوي ...فالآن لست أنا الذي كنت استغرق في التأمل ، فأن التأمل هو الذي فرض نفسه على ، لقد أتي أمامي فجأة نور أحمر ، لقد أتي هذا النور بقوة لدرجة أنه بدا ليّ وكأنه أتي من داخلي ، وكان طوله قدمان وكان يلمع بشدة..
كان كل جزء في جسدي يخرج منه أصوات طقطقة وفرقعة... وفي ذلك الوقت لم استطع أن أفهم أي شيء مما كان يحدث ليّ ...
وقد عرفت فيما بعد أن هذا الذي حدث ليّ كان جزءاً من عملية تختص بالتنوير الروحي.. أن الناس الذين اختبروا هذا الذي حدث ليّ يسمونه " اليقظة أو النهضة الكندالينية" فكل الاختبارات التي حدثت ليّ وأنا تحت أشجار المانجو ، إنما حدثت لي بسبب النعمة التي أعطيت ليّ من الجورو (راهب بوذي ) نيفيانندال ، لقد كانت هذه هي كل بركاته التي منحها ليّ.
في بعض الأحيان كنت أقفز مثل الضفدعة ، وفي أحيان أخري كانت أطرافي ترتعش بعنف كأن إلهاً كان يهزها، هذا هو بالضبط ما كان يحدث ليّ: إن إلهاً عظيماً على هيئة الجورو الذي كنت أتتلمذ على يديه كان يهزني بقوة من داخلي...
لقد دخلت قوة الجورو في جسد تلميذه بطريقة بارعة وعملت أموراً عظيمة.. لقد كنت اختبر تأملات مثل هذه كل يوم ، وفي بعض الأحيان كان جسدي يتلوى مثل الثعبان ، ويخرج من داخلي صوت مثل فحيح الأفعي..
وفي بعض الأحيان كانت رقبتي تتحرك بعنف مُحدثة أصوات طرقعة فكنت انزعج لهذا .. وكنت افعل كثيراً من الحركات الغريبة ، وفي بعض الأحيان كانت رقبتي تلف مع رأسي لدرجة أنني كنت استطيع أن أري ظهري . وعندما كان حدة الاختبار تقل ، كنت أعود لحالتي الطبيعية مرة أخرى ولكن لأنني لم أكن أفهم هذه الحركات العفوية الخاصة باليوجا ، فأنني كنت دائماً منزعجاً وخائفاً. ( راجع الظلمة الآتية على العالم ص 144-146 / 182-183 . )
بزغت البوذية من الديانة الهندوسية في القرن السادس قبل الميلاد علي يد " سذهارتا " كنوع من الثورة السلمية وانضم إليها الكثيرون من الذين يعانون من احتقار واضطهاد , وكانوا يؤمون بتناسخ الأرواح ,. وان الحياة شر , مثل الهندوسية
موضوع البوذية موضوع ضخم ولكن أتكلم باختصار شديد عن البوذية من خلال :
1. تاريخ البوذية
2. مؤسس البوذية
3. السارايوجا
4. انحرفات البوذية
5. معتقدات وتعاليم البوذية
أولا : تاريخ البوذية :
بزغت البوذية من الديانة الهندوسية في القرن السادس قبل الميلاد علي يد " سذهارتا " كنوع من الثورة السلمية علي النظام الطبقي , وانضم اليها الكثيرون من ابناء طبقات الدنيا الذين يعانون من احتقار واضطهاد طبقة البراهمة , وظلت البوذية تدور في فلك الديانة الهندوسية , فكل منهما تؤمن بنفس الاعتقادات الهندوسية مثل تناسخ الارواح , وان الحياة شر , ولكن البوذية لم تركز علي الالهه , وليس لها طائفة من الكهنة , ولذلك عبد البوذيين الالهه الهندوسية التي اعتادوا عليها منذ الاجداد . ثم اعتبروا فيما بعد بوذا "سنهارتا" هو الاله فعبدوه , ووضعوا تمثاله بين تماثيل الالهه الهندوسية , وبعد موت سنهارتا انكمشت البوذية وتعرضت الي فترة ولكنها استردت قوتها في القرن الثالث قبل الميلاد , فقد كان شمال الهند مقسما الي مسالك صغيرة عديدة فقام "شندرا جوباتا موريا " Chandra gupeta Mourya بطرد اليونان من البنجاب . وغزو الممالك الصغيرة في الشمال , وكون الإمبراطورية المورية التي شملت معظم مناطق الهند الشمالية وامتدت الي الجنوب , فحقق اكثر اتحاد سياسي في تاريخ الهند حين ذاك , وصارت له حكومة قوية وتنظيم اداري محكم ونظام بتسجيل المواليد والوفيات لرعاية الهنود . ثم جاء حفيده " ازوكا" Asoka " (294-227م ) للحكم فاقد حروب شرسة قتل فيها نحو مائة الف رجل , حتي اشمئز من سفك الدماء وقرر عدم خوض الحروب ثانية وتكريس نفسه للدين , وتحول من الهندوكية Hinduism الي البوذية Buddhism وترك مملكته ولم ياخذ منها سوي اشياء ضئيلة عبارة عن ثلاثة اردية صفراء , ونطاق يشدها به , وإبرة لرتق الأردية , وموس لحلق شعره , وغربال لتصفية الماء قبل شربه حتي لا يبتلع حشرة ضئيلة عالقة بالماء .
واستطاع ازوكا ان ينهض بهذه الديانة من مجرد مذهب صغير الي دين للامبراطورية المورية , وارسل رسالة ينشرون البوذية في البلاد الخاريجية مثل : بورما والصين واليابان ومصر وسوريا وسيلان , وفي سيلان اليوم توجد اقدم شجرة معروفة علي الارض , وهي عبارة عن فسيلة ماخذوه من الشجرة المقدسة التي جلس تحتها بوذا عندما نال الاشراقة , فصارت روحه عظيمة ومازالت باقية للان .
وفي نهاية القرن السادس الميلادي , جاءت إمبراطورية كوشان Kushan الجديدة خلفا لامبراطوية المور . والكوشانيون من البوذيين المخلصين لديهم , وفي عهدهم امتدت البوذية الي الصين , وفي تلك الفترة , كانت التجارة علي درجة كبيرة من النشاط , وكان لفارس وروما والصين تاثير عميق علي الثقافة الهندية . وفي القرن الخامس بدات البوذية في الهند في الاحتضار , فقد كانت امبراطورية جوبتا Gupta وهي اعظم امبراطوريات ذات العصر , بل وعلي مدار تاريخ الهند القديم كانت تدين بالهندوكية ... " (مجلة المعرفة المجلد 15 ص 2690)
وان كانت البوذية قد قل وجودها في الهند لكنها انتشرت وقويت في الدول الاخري , حتي انه في القرن التاسع عشر كانت البوذية منتشرة في نحو ثلاثين دولة اسيوية , واتصلت بالفكر الاوربي فكان لها اثرها علي الفلسفة الغربية والادب الأوروبي والموسيقي والثقافة ...الخ ويصل عدد البوذيين في العالم الي نحو خمسمائة مليون نسمة معظمهم منتشرون في بورما وتايلاند والصين واليابان واندونيسيا , وفي فرنسا يوجد نحو خمسة ملايين فرنسي يعتنقون البوذية , وفي اليابان تجد عدة مدارس بوذية , وفي احدي المدارس قد تري الراهب يركع امام معلمه , يلفظ نذوره ثلاث مرات . فيقطع له المعلم خصله من شعره , رمزا للتخلي والزهد (راجع مجلة النهار 4 اغسطس2002 – من شبكة الانترنت)
اما عن الكتب المقدسة البوذية , فان بوذا الذي رفض النظام الكهنوتي رفض ايضا ان يضع كتابا يشمل افكاره وفلسفته , حتي لا يتسبب تفسير اقواله . وتأويلها الي نشوء الكهنوت البوذي , وهكذا ظلت التعاليم البوذية تنتقل شفاهة حتي القرن الاول الميلادي حيث وضعت في ثلاث مجموعات دُعيت بيتياكا " أي السلال الثلاث وهي :
1. فينايا : أي النظام وهي خاصة باحترام الرهبان .
2. سوترا : أي مواعظ بوذا , وتحتوي عل عرض عام للمبادئ والتعاليم والعقائد .
3. ابيدراما : أي العلوم النظرية للنظام .
وكتبت السلال الثلاث باللغه السنسكريتية واللغة البالية , وعندما ترجمت هذه الكتب الي اللغات الاقليمية والاجنبية انقسم البوذيون الي البوذيين اهل الشمال وهم الذين ينتمون الي نيبال والتبت والصين وكوريا واليابان والهند الصينية وجاوا وسومطرة , والبوذيين اهل الجنوب وهم الذين ينتمون الي سيلان وبورما وتايلاند (راجع عبد الرحمن حمدي – الهند ... عقائدها وأساطيرها ص 127, ودكتور محمد غلاب – الفلسفة الشرقية ص 123) ومن المعروف ان البوذية لم تركز علي الالهه لذلك دُعيت دين الحاد , ولا تعترف بالكهنوت الهندوسي , فان كان البراهمي يقوم بدور الوسيط بين الانسان والالهه في الديانة الهندوسية , ويقدم الضحايا والقرابين , ويقبل الهدايا , فان الراهب البوذي هو انسان تجرد من كل شيء , فقد ترك اسرته ومجتمعه , ويقضي عمره هائما علي وجهه من مكان الي مكان , وان امكنه يكرز ويعظ ويبشره بديانته , وبينما يعيش الراهب البوذي في فقر اختياري مدفع , فان هناك مؤسسات بوذية غنية وقوية نتيجة الهدايا والتبرعات التي تقبلها, وهناك معابد فخمة جدا , حتي ان للبوذية نحو 800 معبد مُشيد تحت مستوي الارض .
ثانيا : سذهارتا مؤسس البوذية :
ولد سذهارتا Siddharta سنة 563ق.م من اب هندوسي غني من طبقة الكشتريا يدعي (سدودنا) Suddhadana وام نبيلة اسمها "مايا" Maya وكانت الاسرة تقيم في قرية "كبيلاوافو" Kapilavathu حيث تسطير طبقة الكشتريا علي المنطقة بارضها الخصبة وضياعها الفسيحة وقصورها الشاهقة , وفي الاسبوع الاول من ولادة سذهارتا ماتت امه , فربته خالته "مهاياباتي" Mahayapati وشب سذهارتا مثل "مهاويرا" الذي اسس الجينية في خير عميم , وعندما بلغ سن الشباب زوجه ابوه من " باسودهرا" ابنه احد الأمراء , فأنجب منها ابنا دعاه "راهولا" Rahula .
وقد تعرض سذهارتا إلي موقف معين جعله يستغرق في التفكير , فقال البعض ان هذا الموقف هو رؤيته لرجل عجوز قد احدودب ظهره يسير ببطي وهو يتوكا علي عصاه ويكاد ينكفي علي صدره . وقال البعض انه راي مريض يتألم واهله محيطون به ويعجزون عن فعل شيء لتخفيف الألم عنه , وقال آخرون انه رأي جثة إنسان تنبعث منها رائحة نتنه , فقرر سذهارتا ان يترك صخب هذه الحياة , ويسلك في حياة الخلوة والزهد والتقشف لعله يصل الي معرفة سر الكون , وفي احدي الليالي بينما تجمع في القصر عدد كبير بسبب ولادة "راهولا" ابن سذهارتا , ترك هو كل شيء وامتطي جواده , وسار طوال الليل حتى الصباح فتوقف علي احدي ضفاف النهر "فترجل" وقطع بسيفه ذوائبه المتهدلة , وخلع الحلي , وأرسلها مع حصانه إلي بيته , وواصل سيرة حتى التقي باثنين من الرهبان البراهمة فتتلمذ علي أيديهما , ولكنه اكتشف انهما يتقشفان حيا في التقشف ذاته , بينما كان هدفه الوصول الي اسرار الكون , واتخذ التقشف وسيلة وليست غاية , ولذلك ترك سذهارتا هذين الرجلين وسلك في طريق الرهبنة بحسب مفهومه واطلق عليها اسم " غوماتا " Goutama
وارتقي سذهارتا في التقشف حتي برزت عظامه , وتخلي عن ثيابه واكتفي برقاع او بعض اوراق الشجر ليستر عورته وكان ينام علي الحص او الاشواك , ومارس رياضة التامل , وكان يزامله خمسه من النساك فاقهما جميعا فجعلوه زعيما بينهما وبينما كان سذهارتا يهيم علي وجهه مال الي شجرة في غابة "اوريلا " Urwala ليستظل بها وهو يتناول طعامه , ولكنه احس برغبه جارفة ان يطيل المكوث تحت ظلال الشجرة , وكان تحتها سرا يريد ان يكتشفه , فيقول سذهارتا " سمعت صوتا في داخل يقول بكل جلاء وقوة : نعم في الكون حق ايها الناسك , هناك حقا لا ريب فيه , جاهد نفسك اليوم حتي تناله . فجلست تحت الشجرة في تلك الليلة من شهر الازهار , وقلت لعقلي وجسدي : اسمعا , لا تبرحا هذا المكان حتي اجد ذاك الحق , لينشف الجلد ولتتقطع العروق , ولتفصل العظام وليقف الدم عن الجريان ,
لن اقوم من مكاني حتي اعرف الحق الذي انشده , فيجيبني (موسوعة الاديان في العالم ص 178
). واخيرا شعر سذهارتا انه نال الاشراقة وحصل علي نزعة سماوية , واحس ان العقل قد تجرد من شوائب المادة , وتساقطت عنه كل هموم الحياة , ووصل الي منابع الحياة واكتشف تقاليد السرور , وعلم ان مصدر الشر والشقاء والتعاسه والالم نابع من انانية وشهواته واهوائه , وان طريق الخلاص يتمثل في البعد عن الانانية , والتخلي عن الاهواء والتسامي فوق الرغبات , ورفض الشهوات , والسرور في حياة الزهد والتقشف , فاصبح سذهارتا "بوذا" أي العارف المستيقذ والعالم المتنور , فيقول "لما ادركت هذا تحررت من الهوا , تحررت من شرور الكون الارضي , تحررت من شرور الخطأ , من شرور الجهل , وتيقظ فيا المتحرر , شعور التحرر , وشعور عدم تكرار المولد , لقد انتهي الصراط المقدس , وقد تمت الفريضة , فلن ارجع الي هذه الدنيا راجعة اخري , فقد ابصرت هذا (موسوعة الاديان في العالم ص 178
)
وادعي اتباع بوذا الشجرة التي جلس تحتها بالشجرة المقدسة او شجرة العلم , وراءو ان فيها سرا معينا لذلك يجب علي الناس ان يجلسوا تحت ظلالها واخذ اتباع بوذا فسائل منها وزرعوها في الاقطار المختلفة ليسعي الناس ويحجون اليها , والفسيلة التي ارسلت الي سيلان صارت دوحه مازالت قائمة حتي الان , وتعتبر اقدم شجرة معروفة علي مستوي العالم كله .
وبعد ان حصل بوذا علي الاشراقة عاد الي رفاقة النساك الخمسة , ودعاهم الي مذهبه فلبوا الدعوة , ثم جمع نحو ستين شابا , وتلمذهم واوصاهم بنشر دعوته , ولاسيما ان فلسفة بوذا لم تعتمد علي خلاص الفرد , انما تهتم بانقاذ العالم كله من الشقاء والظلم وذلك بالغاء نظام الطبقات كما في الهندوسية فالتف حول بوذا عدد كبير من الرجال والنسائ والشيوخ والشابات , فاحاطهم بعنايته وصار نموذجا لهم , واشتهرت دعوته باسم " النظم" او "عجلة الحياة" فظل بوذا يعيش كمبشر متسول وفي نفس الوقت يرعي اتباعه لمدة اربعين عاما حتي وصل سنه الي الثمانين
وانكر بوذا وجود الله , وتصور انه لا يوجد الا روحا عاما يتغلغل كل شيء وذلك اقتصرت دعوته علي الدعوة الاخلاقية فلن يتحدث عن الاله , وتحاشي الحديث عن كل ما يتصل الالهه , وقال "ان الذين يتكلمون عن الله , لم يروه وجها لوجه , فهم كالعاشق الذي يذوب كمدا وهو لا يعرف من هي حبيبته , وكالذي يبني السلم وهو لا يدري ان يوجد القصر وكالذي يريد ان يعبر نهرا فينادي الشاطي الاخر ليتقدم له (موسوعة الاديان في العالم ص 194 )
ورأي بوذا ان خلاص الانسان يتوقف علي الإنسان نفسه , ولا يتوقف علي القوة الإلهية ولذلك صرف نفسه عن الحديث عن الذات الإلهية , وتكلم عن فلسفته في هذه الحياة علي انها الم وشقاء وشهوه وهوي , فعندما ساله احد اتباعه هل الذات "القوة الإلهية" موجودة؟ فسكت , فساله : هل الذات ليست موجودة ؟ فظل ساكتا , فسأله هل هذا الكون دائم او غير دائما فقال له بوذا هل قلت لك جئني اعلمك عن الذات وعن الكون ؟ لا , لم اقل هذا , ايها المريدون لا تفكروا كما يفكر الناس , بل فكروا هكذا : هذا الم . هذا مصدر الالم هذا إعدام الألم . هذا سبيل اعدام الالم (موسوعة الاديان في العالم ص 193)
وهكذا كان بوذا يركز علي الخلاص من الالم , ففي خطابه الاول عقب نواله الاشراقة قال" ايها الرهبان , هذه هي الحقيقة المقدسة عن الالم : المولد الم , الهرم الم , المرض الم , الموت الم , الاجتماع بغير المالوف الم ,الافتراق عن المالوف الم , عدم ظفر الرجل بما يهوي الم , .
التلذذ ... وتلك الشهوة تجر من مولد الي مولد , ومن الم الي الم , اذا وجدت الشهوة والهوي وجد التحديد والتخصيص وجد الجهل , واذا وجد الجهل وجد الخطأ , واذا وجد الخطا وجد الحزن , فالحزن نتيجة للهوي والشهوات .
ايها الرهبان , هذه الحقيقة المقدسة عن اعدام الالم , اعدام الشهوه والظمأ والرغبة اعداما باتا (موسوعة الاديان في العالم ص 189) وكتب اتباعه علي اعلي معبده بالتبت قوله " ان الحياة تعيسة وشاقة , شهوة الانسان هي مصدر التعاسة . فاهمل كل شيء حتي ترتقي للنيرفانا واستطاع بوذا ان ينشر البوذية بسهوله ولا سيما انه ديانة سلام , وتدعو لتحاشي الغضب والانتقام . ورفض التعصب الديني بجميع وجوهه , فعندما راي بوذا احد اتباعه في نقاش حاد مع براهمي كان يتهم بوذا بالالحاد وقله الورع , عاب عليه ذلك وقال " ايها الاخوان . ان كان هناك من يقدح في ذاتي او في ديني او في "النظام" فليس لكم ان تغضبوا او تحزنوا او تحقدوا , لانكم بهذا تعرضون انفسكم لخطر الخسارة الروحية اولا , ثم لا تتمكنون في ثورة الغضب من تمحيص اقوال القادح ثانيا(موسوعة الاديان في العالم ص 182 ) كما قال بوذا : ان الحياة كلها من الولادة الي الموت لهيب وحريق , انها نار الشهوة . ونار البغض والعداء والهوي , ولكن هناك طريقا لاخماد هذه النار . : اما بابه فهو تطهير الذهن , ونهايتة السلام والحنان لكل الخلق من الاحياء , ان الذي يسلك هذا الصراط لا يقول , انني انا , وذلك الانسان غيري , ولذلك في نفعة خسارتي !! كلا !! بل هو يقول : يجب عليا انا الذي فزت بالبصيرة ان اشعر بالحب والحنان لكل الخلق الذين قيدوا بهذه الاغلال , اغلال العله وتعدد الحياة , ولقد كسرت انا هذه الاغلال بنفسي بقلع الشهوه من قلبي , فيجب عليا الان ان اسعي للكل واجعلهم أحرارا (موسوعة الاديان في العالم ص 186 )
وعاش بوذا ولم يره احد قط صاخطا او غاضبا او نقطق بكلمة جارحة او قاسية , وكما اعتزل بوذا الحياة الاسرية , هكذا اعتكفت زوجته " ياسودهرا" في كوخ علي مدخل مدينة "راج غاها" وكان ابنها الوحيد "راهولا" يذهب اليها مرة واحدة كل عام , وعندما كانت الجموع تجلس تستمع الي بوذا في كهفها مع ابن عمه فوجدها سيدة عجوز خط عليها التقشف الشديد خطوطاً واضحة وشعر رأسها محلوق، وقد خارت قواها وعندما أبصرت زوجها قالت له قد أطاعت الآمة (العبدة) سيدها ، ودخلت النظام منذ أن أذن لها ، والحمل الثقيل الذي حملته أضعه . الآن علي الأرض ، لأن لم يبق في نفس بذر للحياة ،
(موسوعة الاديان في العالم ص 183) وأسلمت الروح واستأنف بوذا سيره قائلاً لأتباعه " كل شيء يؤول إلى الانحلال ، وأنا كذلك أيها التلاميذ قد شُخت وأوشكت أن أموت ، جُدوا لتحرير أرواحكم بكل ما أوتيتم من الحول ، وفي خلال الشهور القادمة سأموت ، إن أجلي قد حان ، وإن حياتي يجب أن تنتهي وآن لروحي أن تلقي حملها ، أيها الرهبان ، عليكم بالتيقظ والتبصر لتكن أفكاركم سليمة ، راقبوا قلوبكم ، وصونوا نفوسكم ، ولا تغفلوا ، لتكن أرادتكم طاهرة قوية ، واجتازوا بحر الحياة غير آسفين ولا متحسرين (وليد طوغان . الكنائس الكاذبة ص 96 ). ودخل بوذا الغابة مع بعض تلاميذه ، وفي مكان بين واحتين ترتفع أمامه قمم جبال الهملايا نام بوذا نوم الموت سنة 483 ق.م بعد أن نهي تلاميذه عن البكاء عليه.
ثالثاً : السارايوجا
مع نهاية القرن التاسع الميلادي انحسرت البوذية ، وبدأت تتراجع حتى سنة 1200 م ، ولاسيما في الدول الأوربية والأسيوية ، ومع بداية القرن العشرين سنة 1918 م أعلن مجموعة من الهنود بأن الديانة البوذية تحولّت إلى السارايوجا ومع نهاية القرن العشرين سنة 1995 عادت للبوذية جاذبيتها بعد اعتناق نجوم هليود وسياسي أوربا لها ، وصار للبوذية مراكزاً بين نيويورك وسان فرانسيكسو يقصدها الأمريكيون بغية الحصول على الهدوء النفسي ، وحاولت المغنية مادونا أن تصبح راهية بوذية ولكنها رُفضت بسبب انحلالها الخلقي . أما الممثلة الشهيرة ماري لويز ماريان فأنها تقول " لقد اعتنقت البوذية لأن كل شيء فيها مسالم جداً".
وفي ألمانيا اعتنق رجال الاقتصاد وأساتذة الجامعات الديانة البوذية ، حتى أن الألماني " سيجمار زولياخ" يشيد بالسلام الذي تنشره البوذية فيقول " لم تشن حرب أبداً بإسم البوذية " ( وليد طوغان الكنائس الكاذبة ص 96 )
ووصل عدد البوذيين في ألمانيا نحو نصف مليون شخص ، بالإضافة إلى 120 ألف بوذي من دول أسيا يعيشون على الأراضي الألمانية ، ولاقت الكتب البوذية انتشاراً واسعاً في ألمانيا، فكان كتاب " خمسة أشخاص من التبت " مطلوباً بكثرة خلال عامي 96 ، 1997 م ، وصممت بيوت الأزياء العالمية زي رجال التبت ، وظهرت عطوراً تحمل اسم بوذية وظهرت الأفلام العالمية التي تمجد البوذية مثل فيلم " سبع سنوات في التبت" للنجم الشهير "برادبيت" والذي شاهده أكثر من 2 مليون ألماني ، وفيلم "كوندن" الذي يحكي قصة زعيم البوذية الحديثة (السارايوجا) " الدلاي –لاما" وقد أخرجه المخرج المشهور " سكورسيزي" ، وتم تصويره في المغرب لأن السلطات الصينية رفضت تصويره في الصين.
ويُعتبر " الدلاي –لاما" هو زعيم السارايوجا ، وقد أتخذ مدينة "دهرامزاي" مقراً لحكومة التبت في المنفي ، ونادي بانفصال إقليم التبت عن الصين ، وتعاطف معه الكثيرون من سياسي أوربا ، أما عن حياة الدلاي –لاما الشخصية فانه توج سنة 1940 م وهو طفل في قلعة ضخمة تشمل ألف حجرة وفي سنة 1950 م توج قائداً عاماً لشعب التبت ، وفي سنة 1959 عندما شبت الثورة ضد الصين هرب إلى الهند ومعه نحو ثمانين ألف شخص من شعبه أما الجيش الصيني الذي يتمسك بالتبت فقد سفك دم نحو 87 ألف شخص مع شعب التبت لمطالبتهم بالانفصال وكثيراً ما دُعي الدلاي –لاما في الدول الأوربية لإلقاء محاضراته عن التأمل وتأثيره على الجسم البرشي ، ويستيقظ الدلاي لاما , وفي سنة 1995م اخذ الدلاي لاما يبحث عن الطفل الذي يخلفه , وبعد ان اختار طفلا يخلفه اختطفت الصين هذا الطفل وحبسته وكان له من العمر ست سنوات .
وفي سنة 1967م ظهر "شوكي الاما " المسيحي الامريكي ذو الاصل الهندي . ونادي بمعتقد جديد يعتمد علي تطاير ذبذبات من جسد الخالق , وقالوا ان هذه الذبذبات ظلت هائمة في الفضاء , وحلت بجسد "بوذا" وجسد " زراشت" وبعد موتهما ظلت هذه الذبذبات هائمة في الجو .
وفي سنة 1972م انتهت حياة "شوكي الاما" في ولاية " الياما" الأمريكية , فاكملت ابنة اخيه "سارايوجا" الرسالة , بعد ان دمجت بعض المعتقدات البوذية مع الزرداشتية والفرعونية القديمة , وفي الثمانينات عادت " سارايوجا " الي الهند واسست كنيسة حيث اعدت ستة اشخاص من اتباعها , وطلبت منهم الذهاب الي الولايات المتحدة لنشر مذهبهم , وانها ستحلق بهم فيما بعد , وهكذا اسست "سارايوجا" في امريكا جمعيتها المسيحية علي طريقة السارايوجا Caracrist او Saracristianty وقالت ان الذبذبات التي تطايرت من جسد الاله . واستقرت لدي بوذا وزرادشت , والمسيح , بعد موتهم طارت الي الاماكن القديمة مثل المعابد الفرعونية العظيمة , او المعابد الصينية القديمة ,
وفي سنة 1986م بلغ اعداد التابعين لسارايوجا في الولايات المتحدة 17الف شخص , وصارت تنمو هذه الجماعة شيئا فشيئا , ولاسيما سنة 1989م عندما اعطت "سارايوجا" اوامرها لاتباعها لنشر المذهب في كل انحاء العالم . وجاءت الي مصر الفتاة الالمانية "اندريا" ذو السبعة والعشرين ربيعا الي مصر موفده من قبل "سارايوجا" لنشر مذهبهم , ووجدت "اندريا" ضالتها المنشودة في السودانيين فصادقتهم , ولاسيما البوابين منهم , , كما اقبلت الي مصر ايضا السويدية "شاسا" سنة 1997م لذات الغرض وهي تحمل تمثال مصري قديم للإله "سيخمت" اله الشر عند القدماء المصرين , وبعد ان سقطت في عدة فضائح جنسيه , وقيل انها مريضة بالايدز قامت السلطات المصرية بترحيلها .
وحاولت "سارايوجا" نشر مذهبها الجديد في العراق , والادرن , وتونس , ولندن واضطرت سلطات تلك البلدان الي ترحيلهم وذلك بالرغم من ان بعضهم حق اللجوء السياسي ليظل في مكانه , ولكن مثل هذه الطلبات قبلت بالرفض , ومع هذا فان " سارايوجا" قد انتشرت حتي وصل عددهم في اليابان الي اكثر من نصف مليون شخص , وفي الهند الي ثلاثة ملايين , بلغ عدد المعتقلين منهما في انجلترا 4700شخص من جنسيات مختلفة وتدعي كل شيخه هندية او عزيمة لهم "بسارايوجا" , وقالوا عن السارايوجا الاولي في العالم انها ولدت من اب هندي فقير , وام عمياء , ومنذ عامها السادس وهي تبحث عن حقائق الحياة , واعتقدت ان هناك الها خالق اخر غير المعروف في الهندوسية والبراهيمية , وتزوجت هذه السارايوجا الاولي وهربت من زوجها الي احدي الغابات وهي حامل في الشهر الثاني وعندما وضعت طفلتها في الغابة كانت تعتقد ان الغريزة الجنسية تكمن في الثدي , ولذلك قطعت ثدييها وثديي ابنتها ثم عثرت علي ولد تائه في الغابة فاهتمت به حتي صار رجلا فتزوجته وانجبت منه سبعة ابناء , وقد التقت السارايوجا الاولي في الغابات بيوذا الذي وعدها ان تعيش في ظله , فعاشت معه علي احدي قمم الجبال الصينية , وقيل انها تركت ابنائها من اجل خدمة بوذا , غير انها كانت تعود تراهم كل عام مرة واحدة .
ومن الاعضاء البارزين للسارايوجا "روبرتو باجيو" لاعب الكرة الشهير و " وتيناتيرنر "نجمة البوب الامريكية السمراء اما " مانا سارايوجا " فهي اول سارايوجا في العالم قالت ان الكون كله عبارة عن مجموعة من اوتار او خيوط تتجمع كلها في يد واحدة , وهذه اليد ذبذبه جبارة . وان السماء والارض والانسان والحيوان والنبات فكل منهما ما هو الا مجموعة ذبذبات مترابطة وحضت مانا علي الحياة الفاضلة التي تركز علي الرحمة والرافة وحب الناس والادب وطهارة اليد واللسان , واحترام الصغير للكبير ولا سيما الصرايوجيين , لان الصرايوجي الكبير تصدر منه ذبذبه اعلي وانقي من التي تصدر من الصغير
ويعتبر السارايوجا خليط من البراهيمية والبوذية , ويعتبرون وبوذا وزرادشت والمسيح من أنبيائهما , ولهم كتابهم المكتوب باللغة الهندية والذي تجرم إلي اللغتين الألمانية والايطالية وتعتقد السارايوجا بتعدد الاله ويعتقدون ان العصر الذهبي للانسان عندما كان هناك صله وحديث بين الاله والانسان قبل العصيان . اما بعد العصيان فقد تحول النور الي ظلمة واسودت الدنيا , وهاجت البحار والمحيطات , وعلي الانسان ان يكفر عن خطاياه بالزهد والتقشف ولهذا تخص السارايوجا علي المواظبة علي التامل , فيقول الراهب السارايوجي " جوزيف جوتس" مثلما تذهب الابل لعيون الماء , نذهب نحن خمس مرات يوميا للتامل . فالتامل استجماع للقوي وهو عبادة ايضا لذلك استيقظ في الخامسة صباحا , وابدا بما يعطيني الهدوء الداخلي (وليد طوغان . الكنائس الكاذبة ص 114 ) وعند صلواتهم يقفون امام صورة السارايوجا , ويعتقد السارايوجا ان الانسان ربما كان اصله حيوانا , ثم اكتسب صفات انسانية جديدة , لكن صفاته الحيوانية مازالت ملتصقة به ,ويساوون ,بحجة ان لكل منهما روح في الجسد , بل ان الحيوان قد يكون افضل من الانسان لانه لا يعرف الكذب ولا الخيانة , ولذلك فهو يعاشر زوجته امام الكل , ويعتبرون ان الحيوان مسئول عن تصرفاته مثله مثل الانسان , فان قتل الحيوان متوحش انسانا , فعلي عاتله هذا الانسان الاخذ بالثائر بقتل الحيوان القاتل او واحد اخر من نفس الفصيلة .
وتحض عقيدة السارايوجا علي العنف واستخدام السلاح , فالسارايوجي الذي لا يحب اخيه فهو كافر يجب قتله او علي الاقل تجنبه , اما الحاكم الذي لا يمثل قدوة لشعبه فيجب قتله , والسلاح الذي استخدم فى القتل يجب اعدامه فان كان رمحا مثلا فان يكسر ويحرق والا يظل هذا السلاح يطيح بارواح الابرياء , ويحث كهنة السارايوجا اتباعهم علي تتبع الذبذبات الصادرة من الالهه , ومتي اهتدي اليها الانسان فانه يجب ان ينتحر هو واسرته في ذاك المكان , وتترك جثته فلا تحرق ولا تدفن انما تترك للجوارح لتنهشها , وبذلك تتشتت الروح , ولا يحب السارايوجيون الماء , فالسارايوجي لا يغتسل ولا يستحم , ولو استحمت زوجته فانه يبتعد عنها ولا يقربها .
رابعا : انحرافات البوذية
انحرفت البوذية عن المبادئ التي وضعها بوذا , وانحرف الرهبان البوذيون نحو ممارسة السحر والشعوذة وتحضير الأرواح والتنجيم والعرافة وتطوير القدرات الخارقة , ويقول احد الرهبان البوذيين " ان تحضير الارواح حقيقي هو علم رائع .... فمن الممكن من خلال تحضير الارواح الاتصال بأحبائنا الذين رحلوا ( (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الاتية علي العالم ص 142 )
ويشترط في تلاميذ الراهب البوذي الطاعة العمياء , والاقناع بامكانية الاتصال بالارواح عن طريق الهتهم الهندوسية او عن طريق الراهب البوذي سواء في حياته او بعد مماته , قال "موكتتاندا" لتلاميذه انهم سوف يلتقون بدون توقع مع كثير من الالهه الهندوسية وارواح الموتي ..... سلك الرهبان البوذيون في السحر حتي ان بعضهم مثل "راجنييش " "موكتتاندا" و " ساي بابا" و "دافري جون" استطاعوا ان ينقلوا قوة السحر الي تلاميذهم عن طريق اللمس او النظر او الفكر , وفي احدي المرات ظهرت احدي الارواح الشريرة في شكل راهب بوذي , وكانت تشجع تلاميذه علي الانتحار , كما تعرض بعض قادة البوذية للجنون خلال فترة من حياتهم مثلما حدث مع مهيربابا , وراماكريشنا , موكتتاندا , ورود رانذا , ودافري جون .
ويحكي " تاك بروك " عن مغامرته مع البوذية , فبعد تخرجه من جامعة فيرجينيا قرأ كثيراً عن العبادات الهندوسية ثم سافر إلي الهند سنة 1969م , وتتلمذ علي يد راهب الهند الأول "ساثيا ساي بابا" الذي كان يصنع المعجزات (طبعا بقوة الشيطان) فشعر تاك بروك راحة عظيمة حتى أنه قال " كانت هذه الفترة تبدو بالنسبة لي وكأنني أعيش في جنة عدن ولكن بدون الحية" ... وبعد مرور سنتين اكتشف أن كل هذه الأمور شيطانية فاعترف قائلاً : لقد أدركت أن ساي بابا " الذي أصبحت أراه الآن . من خلال المعجزات التي قوم بها أنما هو ضد المسيح الذي تنبأ في إنجيل متي 24:24 لذلك هربت من الهند وفي داخلي ادراك بان هناك شر في الديانات الشرقية ... شر أغواني وجذبني لحافة ، ولو لم أسلم إلى المسيح حياتي ... لكنت الآن ميتاً روحياً وكان مصيري الهلاك الأبدي" (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الآتية علي العالم ص 20)
وقد وضع 54 راهب بوذي تحت الفحص ، وكانت النتيجة أن 90% (حتى المتزوجين) قد انحرفوا في علاقات جنسية مع واحدة أو أكثر من تلميذاتهم، والبعض فيهم شواذ جنسياً ..
وفي تقرير أذاعته وكالة الأسوشيتدبرس في 2/6/1986 م أعلنت فيه أن الراهب البوذي "برم باراماهنا" البالغ من العمر 38 عاماً أدين بارتكاب ثمانية جرائم جنسية غير شرعية في تورانس بولاية كاليفورنيا ، وقد مارس الجنس مع فتاة عمرها ثماني سنوات لمدة سبعة عشر شهراً .. وفي جريدة سان فرانسيسكونُشر مقال عن الراهب البوذي "دافري جون " Da Free John الذي اغتصب أحدي تلميذاته وسجنها ، فرفعت عليه قضية تعويض بمبلغ 45 مليون دولار .... وقالت عضوة أخري "أن المكرسات كن يؤمرن بأن تصور لهن أفلام إباحية داعرة ، لقد حللوا الشر ، حتى أنهم يقولون على لسان إلههم الهندوسي "اندرا" أن الإنسان الذي لا يعرفني كما أنا لا يفقد شيئاً مهما عمل ، حتى ولو قتل أمه أو أباه ، حتى لو سرق أو جلب النساء بغرض الزنا ، فهما عمل من شرور فأنه لا يخاف لأنه يعرفني كما أنا " (جون انكربرج وجون ولدون . الظلمة الآتية علي العالم ص 185)
وللأسف فأن الذين يؤمنون بالبوذية في العالم وصل عددهم منذ عدة سنوات إلى 470 مليون شخص
(السيد محروس – عبادة الشيطان إبليس المتمرد ص 84)
خامساً : معتقدات وتعاليم البوذية
هناك فرق شاسع بين معتقدات وتعاليم البوذية قبل انحرافها وبعد انحرافها ، فقبل انحراف البوذية نذكر أمثلة لهذه التعاليم :
1. بينما اهتمت الهندوسية بعقائد الآلهة والطقوس والشعائر الدينية ، فأن البوذية قد أغفلت كل هذا وركزت على السلوك الشخصي للإنسان.
2. اعتقدت البوذية أن الكون أزلي ليس له بداية ، وأبدي ليس له نهاية ، وأن الروح تمر في عدة تجسدات مختلفة ، حتى تخلص تماماً من الشهوات والأهواء ، فتصل إلى مرحلة النجاة ولا تتجسد بعد ، وركزت البوذية على مفهوم أن الحياة رحلة قصيرة مؤلمة يعقبها الموت ، ثم تعود الروح لتتجسد في جسد آخر ، ولذلك على الإنسان أن يتحدي كل رغباته وشهواته حتى يصل إلى مرحلة النجاة أو النيرفانا
3. أوصي بوذا أتباعه بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة فقال : فلينتصر الإنسان على الغضب بالحب ... وعلى الشر بالخير.. وعلى الشح بالكرم .. وعلى الكذب بالصدق ،ومن السهل أن يدرك الإنسان خطأ غيره ، ولكن من الصعب أن يدرك خطأ نفسه" (الهند...عقائدها وأساطيرها عبد الرحمن حمدي ص 14 )
وعندما أراد "بورنا" أحد أتباع بوذا تبشير قبيلة "سرونا بارانتا" المعروفة بالطباع الخشنة فسأله بوذا: أن رجال القبيلة قساة سريعوا الغضب فإذا وجهوا لك ألفاظ بذيئة خشنة ، ثم غضبوا عليك وسبوك فماذا كنت فاعل ؟
فأجاب بورنا : أقول ، لاشك أن هؤلاء قوم طيبون ، لينو العريكة ، لأنهم لم يضربوني بأيديهم ، ولم يرجموني بالحجارة.
بوذا : فإذا ضربوك بأيديهم ورجموك بالحجارة فماذا كنت قائلاً ؟
بورنا : أقول أنهم طيبون لينون إذ لم يضربوني بالعصي ولا بالسيوف
بوذا : فإذا ضربوك بالعصي والسيوف
بورنا : اقول أنهم طيبون لينون إذ لم يحرموني الحياة نهائياً
بوذا : فإذا حرموك الحياة ؟
بورنا : أقول أنهم طيبون لينون إذ خلصوا روحي من سجن هذا السيئ بلا كبير ألم.
بوذا : أحسنت يا بورنا أنك تستطيع بما أوتيته من الصبر والثبات أن تسكن في بلاد قبيلة"سرونا بارانتا" فأذهب إليهم ، وكما تخلصت فخلصهم ، وكما وصلت إلى الساحل فأوصلهم معك ، وكما تعزيت فعزهم وكما وصلت إلى مقام النيرفانا الكاملة فأوصلهم ، فذهب بورنا إليهم ، وكانت النتيجة أن آمنوا كلهم بالبوذية واتبعوها . ( موسوعة الأديان ص 180 ، 181)
4. رفضت البوذية النظام الطبقي الهندوسي ، وكان بوذا يأكل مع المنبوذين فجذب الكثيرين منهم إلى ديانته الجديدة.
5. وضع بوذا عشر وصايا للوصول إلى مرحلة "النجاة" وهي
أ- الحذر من قتل أي كائن حي.
ب- يجب أن لا تأخذ ما يُعطي لك.
ج- الالتزام بالصدق .
د- عدم شرب الخمور.
ه- عدم ممارسة العلاقة الجنسية المحرمّة.
و- لا تأكل في الليل طعاماً طبخ في غير أوانه.
ز – لا تكلل رأسك بالزهر ولا تستعمل العطور.
ح- عدم اقتناء المقاعد والمساند الفخمة.
ط- عدم حضور حفلات الرقص أو الغناء.
ي – عدم اقتناء ذهب أو فضة.
6- تحرم البوذية بعض الحرف مثل تجارة الأسلحة ، وتجارة الرقيق ، وتجارة القوافل ، والفلاحة.
7- المرأة في البوذية لا تتمتع بالحقوق التي يتمتع بها الرجل ، فبوذا كان متردداً في قبول النساء في جماعته حتى ألح عليه ابن عمه "انندا" الذي سأله:
كيف تعامل النساء أيها السيد ؟
أجاب : لا تنظر إليهن
- ولكن إن اضطررنا للنظر إليهن ؟
- لا تخاطبهن
- ولكن إذا خاطبننا ؟
- إذا كن على حذر تام منهن
أما بعد انحراف البوذية ، فقد ساءت تعاليمها جداً ، ونذكر أمثلة على ذلك:
1. يري الرهبان البوذيين أن الالتزام بالمبادئ الأخلاقية أمر دنيء وخسيس وخرافة تحط من قدر الإنسان ، وتعوق تقدمه الروحي ، لأن كل شيء في العالم هو مقدس سواء كانت فضيلة أو خطية ، خير او شر فالخير والشر هما نفس الشيء وليس المهم هو المبادئ الأخلاقية ولا الضمير ، ولكن المهم هو المشاعر الإنسانية ، فالإنسان يجب أن يفعل كل ما يريد حتى أن راجيتش "Rajneeh" يري أن القتل شيئاً صالحاً ومقدساً .
2. تبيح البوذية الكذب ، فالمهم أن يكون لدي الإنسان حنو وشفقة ، ولا يهم إذا كان كلامه صدقاً أو كذباً ، فكل المعلمين الروحيين كاذبين ، ولكن من خلال الكذب يصلون بك إلى النور أو الاستنارة.
3. يبيحون ممارسة الجنس بطريقة غير شرعية ، ويرون أن الطاقة التي تصاحب العملية الجنسية تصل بهم إلى التنوير والاستنارة حتى أن بهاجوان شري وراجنيش يحللان اغتصاب الفتيات وضرب الإناث أثناء الممارسة الجنسية.
4. يعلمون بأن الله يعلم الأفكار ويري تصرفات الإنسان ، ولكنه لا يهتم ولا يكترث بها ، وإن طاعة الله تعتبر خطية عظيمة.
5. لا فرق بين الله والشيطان ، والذي يعرف أن يستخدم قوة الشيطان بطريقة إلهية فأن ذلك سيكون مفيداً جداً .
6. الشيطان هو خلاصة الحكمة ، فالكتاب المقدس يقول عنه " خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال"(حز 28 :12) فتصرفاته تُعبر عن الضمير المستنير.
7. يسعون نحو الاستنارة والروحية وهي ما يسمونه بالصحوة الكندالينية ، وهي في الحقيقية تسلط شيطاني رهيب على الإنسان ، ويصف "موكتاتندا" حالة الاستنارة التي خاض غمارها فيقول :" لقد هوجمت بعنف بكل أنواع الانفعالات والأحاسيس البشرية ، والدنسة ، ثم ابتدأ جسدي ينشط بطريقة مربكة ، فبعد فترة تغير تنفسي ، وأصبح مضطرباً ، وفي بعض الأحيان كانت بطني تمتلئ بالهواء وكنت أفرغ هذا الهواء بمجهود كبير ، وكان النفس الذي استنشقه يبقي في داخلي ، فانزعجت جداً .. وتوقف ذهني عن التفكير بسبب الخوف.
أصبحت أفكاري مرتبكة ولا معني لها ، وابتدأ جسمي وأطرافي يسخن أكثر فأكثر. وأصبح رأسي ثقيلاً ، وابتدأت كل مسام جسدي تؤلمني ، وعندما كنت أخرج هواء الزفير ، كان الهواء يبقي في الخارج ، وعندما أدخل هواء الشهيق كان الهواء يبقي في الداخل ، لقد كان هذا مؤلماً جداً ، وفقدت شجاعتي ، وشعرت بأن هناكمن يقول لي أنني سأموت في أي لحظة ، ولم استطع أن أفهم هذا الذي يحدث لي ، ولا كيف كان يحدث ، ولا من الذي كان السبب في حدوثه.
وبعد الساعة التاسعة كان هناك شخصاً أُجلس نفسه في عيناي وجعلني أري أشياءاً غريبة ، وبدا لي وكأن قوة امتلكتني هي التي جعلتني أفعل هذه الأشياء ، وأصبحت أفكاري غير ثابتة .. وسمعت حشداً من الناس يصرخون بصورة مرعبة... ورأيت مخلوقات غريبة طولها يصل إلى خمسين قدماً، لا هي شياطين ، ولا هي أنصاف آلهة ، ولكنها كانت آدمية في شكلها ، وكانوا يرقصون وهم عرايا،وأفواههم مفتوحة على أخرها ، وكانوا يصرخون صراخاً به ذعر وألم ، وكان هذا لا صراخ مرعباً وغامضاً .. وأحاط بي جيش من الأشباح والشياطين ، وظللت ثابتاً في مكاني طول الوقت في وضع من الاسترخاء ، وكانت عيناي مغلقتين ، وذقني يضغط على حلقي حتى لا يخرج أي هواء من داخلي.
بعد ذلك شعرت بألم شديد ، أردت أن أهرب ، ولكن قدماي تثبتتا بإحكام في وضع الاسترخاء ، شعرت وكأن ساقاي قد تسمرتا باستمرار في هذا الوضع . وكانت ذراعاي مشلولتين تماماً.
بعد ذلك أتي إلىّ طافياً على الماء جسم كروي يشبه القمر يبلغ قطره أربعة أقدام ، توقف هذا الجسم الكروي أمامي . ثم ارتطمت هذه الكرة البيضاء المشعة بعيناي ثم دخلت فيّ والتصق لساني بسقف حلقي ، و أغلقت عيناي ورأيت نوراً مبهراً داخل جبيني فأنزعجت ، وبعد ذلك أجبرت رأسي أن تنحني وتثبت على الأرض .
بدأت أخرج صوتاً مثل الجمل ، ثم كان هذا الصوت يتناوب مع زئير نمر ، ولابد أن زئيري كان عالياً ، لأن الناس المحيطون بي اعتقدوا أن نمراً قد جاء إلى حقل قصب السكر المجاور .
لقد كنت في حالة رعب ، لدرجة أني أصبحت مجنوناً تماماً ، أنك لا تستطيع أن تري أنني مجنون من الخارج ، ولكني كنت أشعر بذلك في داخلي ... ابتدأ جسدي يتلوي ...فالآن لست أنا الذي كنت استغرق في التأمل ، فأن التأمل هو الذي فرض نفسه على ، لقد أتي أمامي فجأة نور أحمر ، لقد أتي هذا النور بقوة لدرجة أنه بدا ليّ وكأنه أتي من داخلي ، وكان طوله قدمان وكان يلمع بشدة..
كان كل جزء في جسدي يخرج منه أصوات طقطقة وفرقعة... وفي ذلك الوقت لم استطع أن أفهم أي شيء مما كان يحدث ليّ ...
وقد عرفت فيما بعد أن هذا الذي حدث ليّ كان جزءاً من عملية تختص بالتنوير الروحي.. أن الناس الذين اختبروا هذا الذي حدث ليّ يسمونه " اليقظة أو النهضة الكندالينية" فكل الاختبارات التي حدثت ليّ وأنا تحت أشجار المانجو ، إنما حدثت لي بسبب النعمة التي أعطيت ليّ من الجورو (راهب بوذي ) نيفيانندال ، لقد كانت هذه هي كل بركاته التي منحها ليّ.
في بعض الأحيان كنت أقفز مثل الضفدعة ، وفي أحيان أخري كانت أطرافي ترتعش بعنف كأن إلهاً كان يهزها، هذا هو بالضبط ما كان يحدث ليّ: إن إلهاً عظيماً على هيئة الجورو الذي كنت أتتلمذ على يديه كان يهزني بقوة من داخلي...
لقد دخلت قوة الجورو في جسد تلميذه بطريقة بارعة وعملت أموراً عظيمة.. لقد كنت اختبر تأملات مثل هذه كل يوم ، وفي بعض الأحيان كان جسدي يتلوى مثل الثعبان ، ويخرج من داخلي صوت مثل فحيح الأفعي..
وفي بعض الأحيان كانت رقبتي تتحرك بعنف مُحدثة أصوات طرقعة فكنت انزعج لهذا .. وكنت افعل كثيراً من الحركات الغريبة ، وفي بعض الأحيان كانت رقبتي تلف مع رأسي لدرجة أنني كنت استطيع أن أري ظهري . وعندما كان حدة الاختبار تقل ، كنت أعود لحالتي الطبيعية مرة أخرى ولكن لأنني لم أكن أفهم هذه الحركات العفوية الخاصة باليوجا ، فأنني كنت دائماً منزعجاً وخائفاً. ( راجع الظلمة الآتية على العالم ص 144-146 / 182-183 . )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى