لا تقللي ........

لا تقللي
أ/ رجائي راضي عبد الملاك . شبرا
ما أروع وما أعظم هذه الكلمات التي قالها أليشع النبي حينما جاءته امرأة من نساء بني الأنبياء طالبة منه التدخل والتصرف بعد أن باءت كل محاولاتها بالفشل وسدت أمامها أبواب النجاة.
فها هو المرابي "المداين" يدق أبواب بيتها بعنف ليل نهار مهدداً عشها الهادئ مطالباً بسرعة سداد ديون زوجها الراحل في أسرع وقت متوعداً بحرمانها من أعز ما لها ولديها في حالة العجز عن السداد.
لقد فاجأها أليشع رجل الله بهذه الكلمات "ماذا أصنع لك" (2ملوك 1:4) ثم أضاف "أخبريني ماذا لك في البيت" أن الحل لابد أن يأتي من الداخل . لم يقل لها أيشع اذهبي إلى أحد أقربائك أو أقرباء زوجك الراحل لكن استطاع بطريقة عملية بسيطة ومعجزية أن يعطي لها المفتاح السحري لكل مشاكلها وأزماتها المادية.
قالت ليست لجاريتك شيء في البيت إلا دهن زيت وما أعظمها دهن أنها دهن المسحة والبركة دهن المعجزة التي من خلالها أنهت هذه السيدة كل مشاكلها وحافظت على بيتها واستقرارها ولم تعد ترى المرابي فيما بعد.
قال أليشع اذهبي إستعيري لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة "ولا تقللي" (2ملوك 3:4) لماذا قال لها أليشع أوعية من خارج لأنه يعلم تماماً حالتها المادية ولأنه يريد لزيت البركة أن يملأ كل احتياج لأوعية جيرانها الفارغة . لقد أطاعت هذه السيدة طاعة كاملة وسلمت تسليم تام بكل ما قاله لها رجل الله وكانت علاقتها بجيرانها والمحيطين بها علاقة ودية طيبة فسمحوا إليها باستعارة أوعيتهم الفارغة التي ملأها زيت البركة فيما بعد ولكن يكفيها أن وعاء الزيت الأساسي كان ملكاً لها.
"لا تقللي" إنها طلبتي إلى كل إنسان أن لا يقلل احتياجه أمام الرب ولا تقلل جلوسك في محضره والتمتع والالتصاق بشخص المبارك فعطاياه غير محدودة وبركاته لا تحصي لا تقلل في ثقتك في ما تمتلكه من دهن زيت أصلي من قلبي أن يفتح الله عيون إيماننا لدي دهن الزيت الموجودة في حياة كل واحد منا أخيراً أختم هذا التأمل بهذه الملحوظة التي لا يمكن إغفالها وهي شهادة هذه السيدة عن زوجها الراحل في بداية حديثها مع رجل الله (عبدك زوجي قد مات وأنت تعلم أن عبدك كان يخاف الله) "2ملوك 1:4"
ما أجمل هذه الكلمات وهذه الشهادة من زوجة عن رجلها لم تقل له كان قوياً أو قائداً لكن كان يخاف الله أتمنى من قلبي في نهاية تأملي أن تكون هذه الشهادة هي لسان حال كل الزوجات عن رجالهن أن يكونوا أمناء وأتقياء يخافوا الله.

بجدا الموضوع رائع ومفيدة

ولا تقللي" (2ملوك 3:4)