القلب المطمئن المملوء بالسلام
صفحة 1 من اصل 1
القلب المطمئن المملوء بالسلام
القلب المطمئن المملوء بالسلام
للبابا شنودة الثالث
ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي ، يملك الهدوء عليه ، وكل ضيقات العالم لا تزعجه .
إنه يستمد سلامه من الداخل ، وليس من الظروف المحيطة ... لذلك فإن الظروف الخارجية لا تزعزعه .
حقا ، انه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي : إن اضطربت الأحوال يضطرب معها ، وان هدأت يهدأ .. سبب خارجي يجعله يثور ، وسبب يجعله يفرح ، وسبب يبكيه ، وسبب يبهجه ... مثل هذا يكون كما قال الشاعر :
كريشة في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق
الرجل القوى يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره ، تخضع لقوة قلبه ، ولحن تحكمه في انفعالاته . ولا يخضع هو لها
إن حدث حادث معين ، يتناوله في هدوء ، يفحصه بفكر مستقر ، ويبحث عن حل له . كل ذلك وهو متمالك لأعصابه ، وبهذا ينتصر ، ويكون أقوى من الأحداث ، ويحتفظ بسلامه الداخلي ... وذلك لان قلبه كان أقوى من الظروف وأقوى من الأحداث ... وما أصدق ذلك الكاتب الروحي الذي قال :
إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبا من الماء ، ولكن لا تستطيع أن تعكر المحيط ...
يأخذها المحيط , و يفرشها في أعماقه , ويقدم لك ماء رائقا ...
لذلك أيها القارئ العزيز , كن و اسع القلب . كن رحب الصدر . كن عميقا في داخلك .
قل لنفسك في ثقة : أنا لا يمكن أن أضعف , ولا يمكن أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة , أو أمام الضغطات الخارجية . مهما حدث , فسأحاول أني لا أنفعل. و أن انفعلت , سأحاول أن أسيطر علي انفعالاتي ... سأبتسم للضيقات . و سأكون بشوشا أمام الضغطات ... و سأثبت ـ بقوة من الله ـ حتى تمر العاصفة .
لا تفكر في الضيقة التي أصابتك , ولا في أضرارها و متاعبها . بل فكر في إيجاد حل لها .
إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب و تتعب النفس أحيانا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلاما للنفس من الضيقة ذاتها . إن التفكير في الضيقات هو الذي يجلب الأحزان و الأمراض و الهم و الفكر . هو لون من الانهيار و من الخضوع تحت ثقل الضيقة .
أما التفكير في إيجاد حل للضيقة , فهو الذي يعمل علي سلام النفس و راحتها . ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حل ...
وكل ضيقة لها مدي زمني معين تنتهي فيه .
فكر في حل لضيقتك , فإن وصلت إليه تستريح . و إن لم تصل , ثق بروح الإيمان أن الله هذه حلول كثيرة , و أنه ـ تبارك أسمه ـ قادر أن يعينك و أن يحل جميع إشكالاتك .
وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله , و مرت بسلام .
و احذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس , أو أن يصور لك الأمر معقدا لا تحل له فإن الإنسان المؤمن لا ييأس . المرجع : موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت
المؤمن يعرف أن الله موجود , و أنه اله رحيم , و رحمته غير محدودة , وهو ضابط الكل , و العالم كله في قبضة يديه ( اقرا مقالا آخرا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة و المقالات ) ... وأن الله يدبر كل شيء حسنا ولا بد أنه سيتدخل و يعمل عملا ... لذلك فإن المؤمن يستريح في أعماقه , و يلقي علي الرب كل همه , و يستودعه جميع أشكالاته ...
أما الذي يستسلم لليأس , فإنه يضيع نفسه . و قد يتصرف في يأسه أي تصرف خاطئ يكون أكثر إضرارا من المشكلة القائمة نفسها .
مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر ... أو مثال تلك الفتاة التي تخطيء و تيأس من إيجاد حل لمشكلتها , فتستسلم للخطيئة و تضيع ...
إن القلب القوي لا يستسلم للضيقات , و القلب الأقوى لا يشعر بالضيقة , لأنها لم تضايقه و أتذكر أنني قلت في إحدى المرات :
إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها .
ولو كان القلب متسعا , ما شعر أنها ضيقة . لو كان متسعا , ما تضايق منها ... الضيق إذن قلا قلوبنا , و ليس في العوامل الخارجية ...و أن تعكرنا نحن , تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة و إن تعبنا و أن تعبنا في الداخل , تبدو أمامنا كل الأمور متعبة ..أليس حقا أن أمرا من الأمور قد يضايق إنسانا ما , و في نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر هو نفس الأمر ...
ليس المهم إذن في نوع الأحداث التني تحدث لنا , بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث و نتصرف معها .
الإنسان القوي الذي يصمد أمام الاشكالات , يزداد قوة . و الإنسان الضعيف الذي ينهار أمامها , يزداد ضعفا . فالاشكالات , هي نفس الاشكالات ... و لكنها تقوي شخصا و تزيده صلابة و مراسا و حنكة , وتضعف شخصا أخر , و تزيده إنهيارا و خورا و حزنا .
لذلك كونوا أقوياء من الداخل , و خذوا من الضيقات ما فيها من بركة ., وليس ما فيها من ألم ..
لقد سمح الله بالضيقات من أجل فائدتنا و نفعنا . و في ذلك قال القديس يعقوب الرسول :
" احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون . في تجارب متنوعة . " إن المؤمن يشعر أن الله قد سمح له بالضيقة من أجل نفعه . لذلك يفرح بالضيقة .
و بهذا يقدم لنا الكتاب درجة روحية أعلي من احتمال الضيقات , وهي الفرح بالضيقات ... إن المسالة تحتاج إلي إيمان . لأنك ربما الضيقة فقط ولا تري الخير الإلهي الكامن فيها ...
إن هذا الخير لا تراه بالعين المادية , و لكنك تراه بالأيمان , بثقتك في عمل الله المحب و حسن رعايته ... مثال ذلك يوسف الصديق : أحاطت به التجارب و الضيقات حتى اتهم اتهامات باطلة و القي في السجن . و لكن السجن كان طريقة إلي الملك إن أهل العالم قد تزعجهم التجارب , أما الإنسان المؤمن فهو ليس كذلك .
إن المتاعب قد تحيط به من الخارج , و لكنها لا تدخل مطلقا إلي داخل نفسه ...
إنه كالسفينة الكبيرة التي تمخر عباب المحيط , تضطرب الأمواج حولها , وهي سائر في رصانة نحو هدفها . طلما أن المياه أن تنفيذ ألي داخلها ...!! احذروا أيها الأحباء من أن تدخل المياه إلي أنفسكم .
و اعلموا في كل ضيقة أن التجارب التي يسمح بها الله , لها شروط منها :
1 ـ أنها علي قدر احتمالكم ,
2 ـ و أيضا كل تجربة معها المنفذ
3 ـ و أنها لابد تؤول إلي نفعكم أن أحسنتم استخدامها .
إن الله في محبته للبشر , لا يسمح أن تحل تجربة بإنسان يكون احتمالها أكثر من طاقته . كل التجارب التي يسمح بها الله هي في حدود احتمالنا . و التجارب القوية , لا يسمح بها الله إلا للناس الأقوياء الذين يحتملونها ... ما أجمل قول الكتاب : " و لكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون , بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ , لتستطيعوا أن تحتملوها " ( 1 كو 1 : 13 )
4 ـ و التجارب هي مدرسة للصلاة ...
إنها تدرب الإنسان كيف يحني ركبتيه أمام الله , و كيف يرفع قلبه قبل أن يرفع يديه , طالبا العون من الله , الذي هو معين من لا معين له و رجاء من لا رجاء له عزاء صغيري القلوب , و ميناء الذين في العاصف ..
للبابا شنودة الثالث
ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي ، يملك الهدوء عليه ، وكل ضيقات العالم لا تزعجه .
إنه يستمد سلامه من الداخل ، وليس من الظروف المحيطة ... لذلك فإن الظروف الخارجية لا تزعزعه .
حقا ، انه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي : إن اضطربت الأحوال يضطرب معها ، وان هدأت يهدأ .. سبب خارجي يجعله يثور ، وسبب يجعله يفرح ، وسبب يبكيه ، وسبب يبهجه ... مثل هذا يكون كما قال الشاعر :
كريشة في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق
الرجل القوى يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره ، تخضع لقوة قلبه ، ولحن تحكمه في انفعالاته . ولا يخضع هو لها
إن حدث حادث معين ، يتناوله في هدوء ، يفحصه بفكر مستقر ، ويبحث عن حل له . كل ذلك وهو متمالك لأعصابه ، وبهذا ينتصر ، ويكون أقوى من الأحداث ، ويحتفظ بسلامه الداخلي ... وذلك لان قلبه كان أقوى من الظروف وأقوى من الأحداث ... وما أصدق ذلك الكاتب الروحي الذي قال :
إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبا من الماء ، ولكن لا تستطيع أن تعكر المحيط ...
يأخذها المحيط , و يفرشها في أعماقه , ويقدم لك ماء رائقا ...
لذلك أيها القارئ العزيز , كن و اسع القلب . كن رحب الصدر . كن عميقا في داخلك .
قل لنفسك في ثقة : أنا لا يمكن أن أضعف , ولا يمكن أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة , أو أمام الضغطات الخارجية . مهما حدث , فسأحاول أني لا أنفعل. و أن انفعلت , سأحاول أن أسيطر علي انفعالاتي ... سأبتسم للضيقات . و سأكون بشوشا أمام الضغطات ... و سأثبت ـ بقوة من الله ـ حتى تمر العاصفة .
لا تفكر في الضيقة التي أصابتك , ولا في أضرارها و متاعبها . بل فكر في إيجاد حل لها .
إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب و تتعب النفس أحيانا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلاما للنفس من الضيقة ذاتها . إن التفكير في الضيقات هو الذي يجلب الأحزان و الأمراض و الهم و الفكر . هو لون من الانهيار و من الخضوع تحت ثقل الضيقة .
أما التفكير في إيجاد حل للضيقة , فهو الذي يعمل علي سلام النفس و راحتها . ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حل ...
وكل ضيقة لها مدي زمني معين تنتهي فيه .
فكر في حل لضيقتك , فإن وصلت إليه تستريح . و إن لم تصل , ثق بروح الإيمان أن الله هذه حلول كثيرة , و أنه ـ تبارك أسمه ـ قادر أن يعينك و أن يحل جميع إشكالاتك .
وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله , و مرت بسلام .
و احذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس , أو أن يصور لك الأمر معقدا لا تحل له فإن الإنسان المؤمن لا ييأس . المرجع : موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت
المؤمن يعرف أن الله موجود , و أنه اله رحيم , و رحمته غير محدودة , وهو ضابط الكل , و العالم كله في قبضة يديه ( اقرا مقالا آخرا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة و المقالات ) ... وأن الله يدبر كل شيء حسنا ولا بد أنه سيتدخل و يعمل عملا ... لذلك فإن المؤمن يستريح في أعماقه , و يلقي علي الرب كل همه , و يستودعه جميع أشكالاته ...
أما الذي يستسلم لليأس , فإنه يضيع نفسه . و قد يتصرف في يأسه أي تصرف خاطئ يكون أكثر إضرارا من المشكلة القائمة نفسها .
مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر ... أو مثال تلك الفتاة التي تخطيء و تيأس من إيجاد حل لمشكلتها , فتستسلم للخطيئة و تضيع ...
إن القلب القوي لا يستسلم للضيقات , و القلب الأقوى لا يشعر بالضيقة , لأنها لم تضايقه و أتذكر أنني قلت في إحدى المرات :
إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها .
ولو كان القلب متسعا , ما شعر أنها ضيقة . لو كان متسعا , ما تضايق منها ... الضيق إذن قلا قلوبنا , و ليس في العوامل الخارجية ...و أن تعكرنا نحن , تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة و إن تعبنا و أن تعبنا في الداخل , تبدو أمامنا كل الأمور متعبة ..أليس حقا أن أمرا من الأمور قد يضايق إنسانا ما , و في نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر هو نفس الأمر ...
ليس المهم إذن في نوع الأحداث التني تحدث لنا , بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث و نتصرف معها .
الإنسان القوي الذي يصمد أمام الاشكالات , يزداد قوة . و الإنسان الضعيف الذي ينهار أمامها , يزداد ضعفا . فالاشكالات , هي نفس الاشكالات ... و لكنها تقوي شخصا و تزيده صلابة و مراسا و حنكة , وتضعف شخصا أخر , و تزيده إنهيارا و خورا و حزنا .
لذلك كونوا أقوياء من الداخل , و خذوا من الضيقات ما فيها من بركة ., وليس ما فيها من ألم ..
لقد سمح الله بالضيقات من أجل فائدتنا و نفعنا . و في ذلك قال القديس يعقوب الرسول :
" احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون . في تجارب متنوعة . " إن المؤمن يشعر أن الله قد سمح له بالضيقة من أجل نفعه . لذلك يفرح بالضيقة .
و بهذا يقدم لنا الكتاب درجة روحية أعلي من احتمال الضيقات , وهي الفرح بالضيقات ... إن المسالة تحتاج إلي إيمان . لأنك ربما الضيقة فقط ولا تري الخير الإلهي الكامن فيها ...
إن هذا الخير لا تراه بالعين المادية , و لكنك تراه بالأيمان , بثقتك في عمل الله المحب و حسن رعايته ... مثال ذلك يوسف الصديق : أحاطت به التجارب و الضيقات حتى اتهم اتهامات باطلة و القي في السجن . و لكن السجن كان طريقة إلي الملك إن أهل العالم قد تزعجهم التجارب , أما الإنسان المؤمن فهو ليس كذلك .
إن المتاعب قد تحيط به من الخارج , و لكنها لا تدخل مطلقا إلي داخل نفسه ...
إنه كالسفينة الكبيرة التي تمخر عباب المحيط , تضطرب الأمواج حولها , وهي سائر في رصانة نحو هدفها . طلما أن المياه أن تنفيذ ألي داخلها ...!! احذروا أيها الأحباء من أن تدخل المياه إلي أنفسكم .
و اعلموا في كل ضيقة أن التجارب التي يسمح بها الله , لها شروط منها :
1 ـ أنها علي قدر احتمالكم ,
2 ـ و أيضا كل تجربة معها المنفذ
3 ـ و أنها لابد تؤول إلي نفعكم أن أحسنتم استخدامها .
إن الله في محبته للبشر , لا يسمح أن تحل تجربة بإنسان يكون احتمالها أكثر من طاقته . كل التجارب التي يسمح بها الله هي في حدود احتمالنا . و التجارب القوية , لا يسمح بها الله إلا للناس الأقوياء الذين يحتملونها ... ما أجمل قول الكتاب : " و لكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون , بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ , لتستطيعوا أن تحتملوها " ( 1 كو 1 : 13 )
4 ـ و التجارب هي مدرسة للصلاة ...
إنها تدرب الإنسان كيف يحني ركبتيه أمام الله , و كيف يرفع قلبه قبل أن يرفع يديه , طالبا العون من الله , الذي هو معين من لا معين له و رجاء من لا رجاء له عزاء صغيري القلوب , و ميناء الذين في العاصف ..
wageh- المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى