مجلة جمان من فضة
اهلا ومرحبا
منتدى مجلة جمان من فضة
رسالة الاسرة المسيحية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مجلة جمان من فضة
اهلا ومرحبا
منتدى مجلة جمان من فضة
رسالة الاسرة المسيحية
مجلة جمان من فضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قوة الخدمة

اذهب الى الأسفل

aaa قوة الخدمة

مُساهمة  wageh السبت ديسمبر 01, 2012 9:33 pm

قوة الخدمة
مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث


إن قوة الخدمة تكمن في عمق تأثيرها ، و ليس في كثرة المخدومين .
ليس المهم عدد السامعين ، بل عدد التائبين منهم .
نعم ، قوة الخدمة ليست في عدد التلاميذ ، إنما في عمق الإيمان الذي فيهم ... إن العظة قد يسمعها عدد كبير من الناس . و لكننا لا ندري كم هم الذين تأثروا بها ، و كم هم الذين حولوا هذا التأثير إلي حياة . و تحسب قوة العظة بمقدار الذين حولتهم إلي الحياة مع الله .و اجتماع الخدام لا تحسب قوته بعدد المحاضرات أو الخدام الحاضرين .
إنما قوة إجتماع الخدام هي في عدد ما ينتجه من المكرسين .
و الكنيسة التي لا تقدم مكرسين للخدمة ، أو للكهنوت أو للرهبنة ، بلا شك خدمتها ضعيفة . لأن الخدمة القوية هي خدمة ولود .. و هناك ملاحظة ، و هي أن الخدمة قد لا تاتي بنتيجة سريعة !
و لكنها لابد أن تأتي بنتيجة ، و لو بعد حين ...
القديس بولس الرسول بكل عظمته الروحية ، و بكل قوته في الخدمة : لما تكلم في اثينا عاصمة اليونان استهزأوا به ، و تهكموا عليه قائلين " ماذا يريد هذا المهزار أن يقول ؟!(أع 17 : 18 ) ... و لم يخرج بنتيجة إلا بشخص واحد هو ديونسيوس الأريوباغي الذي صار اسقفاً لأثينا فيما بعد ... و لكن ما لبثت أثينا أن صارت كلها مسيحية بعد حين . السيد المسيح كانت له خدمة عامة وسط الجموع و الآلاف . و كانت له ايضاً خدمة وسط سبعين رسولاً .
و لكن كانت هناك خدمة مركزة وسط الأثني عشر . و هذه ظهرت قوتها العظيمة في نشر الإيمان .
هؤلاء الذين لا قول لهم و لا كلام ، غلي أقصي المسكونة بلغت اقوالهم ( مز 19 ) . و علي ايديهم كان ملكوت الله قد اتي بقوة ... و معهم أيضاً كانت القوة التي عمل بها القديس بولس بحسب النعمة اللمنوحة له . هذا الذي قال " قد تعبت أكثر من جميعهم . و لكن ليس أنا ، بل نعمة الله العاملة معي " ( 1 كو 15 : 10 ) . أتذكر إنني حينما كنت طالباً في الكلية الإكليريكية ، و كانت دفعتنا خمسة طلبة ،أن وقف أحد الأساتذة في حفل التخرج و قال :
نحن لا ندرس خمسة طلبة في الكلية ، و إنما خمس مدن.
كان يعتبر كل طالب منا مدينة ، اي أنه بعد التخرج سيتكرس خادماً للرب يتولي رعاية إحدي المدن . و للأسف لم يتكرس من دفعتنا سوي طالب واحد ..نعود إلي خدمة الآباء الرسل فنقول إن خدمتهم لم تكن تقاس بعدد الذين يسمعونهم ، وإنما يقول الكتاب في ذلك :
"وكان الرب في كل يوم يضم للكنيسة الذين يخلصون "(أع 2 : 47 ) .
نعم ، الذين يخلصون ، و ليس كل الذين يسمعون ... هنا قوة الكلمة التي تفتح الطريق إلي الخلاص .. و هكذا عندما توليت مسئوليتي الحاضرة ، بدأت بتقسيم الإيبارشيات لكي يكون كل أسقف مسئولً عن منطقة محددة يستطيع فيها أن يخدم منطقة مركزة ، تكون خدمته فيها قوية و مثمرة ... و قد كان ... في القديم كان المطارنة مسئولين عن إيبارشيات واسعة جداً ، لا يقوي المطران علي رعايتها كلها . أما الآن فكل أسقف يستطيع أن يزور كل مدينة و كل قرية في إيبارشيته ،و يرعي الجميع ...
و نفس الوضع نقوله بالنسبة إلى كل كاهن فى كنيسته ....
لم يكن صالحاً أن يكون أب كاهن وحده فى كنيسته ، يقوم برعاية عدة ألاف ، يبلغون فى بضع الكنائس خمسة عشر ألفاً أو أكثر . فكان لابد من سيامة كهنة جدد فى الكنائس تتوزع عليهم الخدمة ، فيقومون بها بجدية ، يهتمون بكل فرد ويقودونه إلى حياة التوبة والنقاوة .
فليست قوة الخدمة فى عدد التابعين لك ، وإنما فى عدد الذين توصلهم إلى معرفة الله ومحبته
بعض الطوائف قد يكثر عدد الحاضرين فى اجتماعاتها ، بسبب المعونات المادية التى تقدم لهم ، بينما لا يكون الإيمان ثابتاً فى قلوبهم ، فإن توقفت المعونات ، توقف الحضور إلى الكنيسة !! فهل ندعو هذه خدمة ؟!.
وهناك كنائس تهتم بالأنشطة وليس بالروحيات !!
فتجد فى الكنيسة المشغل والمعرض لعمل السيدات ، وتجد النادى للشباب ، وبيتاً للمغتربين . وكذلك تجد بيتاً للمسنين ، مع عدد آخر من المشروعات ، دون الاهتمام بالحياة الروحية . ولكن حسناً قال الرب " وكان ينبغى أن تفعلوا هذه ولا تتركوا تلك " ( مت 23 : 23 ) .
أما الخدمة الروحية ، فهى الخدمة القوية فى تأثيرها .
بطرس الرسول بعظة واحدة فى يوم الخمسين ، قد جذب إلى الإيمان ثلاثة آلاف نفس ( أع 2 ) . وهذه القوة التى تميزت بها العظة ، كان سببها أن قائلها كان ممتلئاً بالروح القدس .
لم يقل الكتاب أن الناس تابوا نتيجة لعظته ، وإنما نخسوا فى قلوبهم وقبلوا الإيمان ، واعتمدوا . بينما وعاظ كثيرين يلقون آلاف العظات ، ولا يدخل فى الإيمان شخص واحد .....
بولس الرسول – وهو أسير – حينما كان يتكلم عن الابر والدينونة والتعفف ، ارتعب فيلكس الوالى (أع 24 : 25 )
السيد المسيح قال كلمة واحدة ، جعلت سامعها يترك كل شئ ويتبعه .
كان متى جالساً فى مكان الجباية ، فقال له السيد " اتبعنى " . فترك مكان الجباية وتبعه . ولم يقل له محاضرة فى التكريس ، وإنما كلمة واحدة ، ولكنها قوية فى تأثيرها وفى روحها جعلته يترك كل شئ ويتبعه .. وهكذا حينما قال لسمعان بطرس وإندراوس أخيه " هلما ورائى ، فأجعلكما صيادى الناس "
المهم هو عمق الكلمة ، وقوة تأثيرها .
وليس عدد العظات أو عدد المؤلفات ، أو كثرة الأنشطة أو كثرة المؤسسات .. هذه هى الخدمة التى نريدها : أشخاص لهم قوة الروح ، يكرزون كرازة لها قوة التأثير ، وكلمتهم لا ترجع إليهم فارغة ، بل تأتى بثمر ، وثمر كثير ....
ما هى إذن عناصر القوة فى الخدمة ؟.
هى مقدار ما فى الخدمة من عمق ، ومن حب وبذل . وأيضاً ما فيها من تأثير ، ومن قدرة على تغيير النفوس إلى أفضل .
ومن الأمثلة على القوة فى العمل ، ذهاب أبينا إبراهيم ليقدم إبنه الوحيد اسحق محرقة حسب أمر الرب له .
لاشك أن أبانا إبراهيم قدم ذبائح لا نستطيع أن نحصيها ، فى كل مكان يذهب إليه . ولكن هذه الوحيدة هى التى لا يمكن أن تنسى وسط جميع ذبائحه . مع أنه كانت بمجرد النية و لم تتم !!
كانت هذه الذبيحة ( بالنية ) أعظم من جميع ذبائحه التي تمت فعلاً .
بل كانت أعظم من جميع الذبائح التي قدمها الناي طوال عصور التاريخ . و قد سجلها الكتاب ، كدرس للأجيال ، لأنها تحمل قوة لا يعبر عنها في الحب و البذل ، و في الطاعة و الإيمان ، و في ضبط النفس ...عمل اَخر له قوته ، هو تقديم الأرملة للفلسين . إنه مبلغ بسيط ، و لكنه كان من أ‘وازها . لذلك امتدحها الرب ، و اعتبر إنها قد أعطت أكثر من الجميع . القوة هنا هي نوعية العمل ، و ليس في كميته ... لأنها أعطت من أعوازها ، و هي محتاجة و فقيرة و أرملة .
و يمكن أن توجد للأرملة التي أعطت الفلسين ، أمثلة في الخدمة .
منها ذلك الخادم ، الذي لا يمكن أن يعتذر عن الخدمة ، و هو في أيام الامتحانات ، مع احتياجه لكل دقيقة للمذاكرة و المراجعة و الأستعداد للامتحانات... و لكنه يذهب إلي الخدمة . و لا ينسي له الله ذلك ابداً . لأن الوقت الذي أعطاه للخدمة ، قد أعطاه من أعوازه .. و مثله الذي يذهب إلي الخدمة . و هو مريض ، و محتاج إلي الراحة .و لكنه يبذل من هذه الراحة التي هي من أعوازه ، و يقدمها للخدمة . و بالمثل الموظف الفقير المحتاج ، الذي كل مرتبه لا يكفيه . و مع ذلك يقدم العشور ، و ربما يكون مديوناً وقتذاك
إن العطاء من الأعواز ، يدل علي حب و إيمان :

حب للذين يعطيهم ، و لله الذي أعطي الوصية . و إيمان بأن الله لابد أن يعوض ، و يبارك القليل . كما يدل هذا العطاء أيضاً علي اإهتمام بالغير أكثر من الذات ، ففيه إذن إنكار للذات . و هكذا فعلت أرمله صرفة صيدا ، حينما قدمت قليل الدقيق و الزيت الذي عندها لإيليا النبي ، أثناء المجاعة ...
قوة العمل تظهر ايضاً في قصة داود أمام جليات . . .
إن حروباً كثيرة عرفها العالم و سجلها التاريخ .و لكن لا يوجد فيها كلها ما يماثل جرب داود مع جليات ... كان داود طفلاً بالقياس لذلك الجبار . لم تكن له قوته و لا اسلحته ،و لا خبرته في الحروب ، ذلك الذي خاف منه كل الجيش ...
و لكن قوة داود كانت في غيرته و في إيمانه ...
غيرته في قوله " من هو هذا الأغلف حتي يعير شعب الله ؟! " و أيضاً في قوله " أنا أذهب و أحاربه " ... أما إيمانه ففي قوله لذلك الجبار " اليوم يحبسك الرب في يدي " " أنت تأتيني بسيف و رمح ،و أنا اَتيك باسم رب الجنود ..."من أجل قوة داود – في غيرته و إيمانه – هتفت النسوة قائلات "ضرب شاول ألوفه ، و داود ربواته " .. فما هي تلك الربوات ؟
كانت هذه المرة الوحيدة في حروب داود تساوي ربوات ...
كم من حرب خاضها داود ، و كم كانت له من انتصارات ، فيما بعد وهو قائد عظيم . و لكنها كلها لا تقاس بتلك الحصاة الملساء التي إرتكزت بإيمانه في رأس جليات ... كانت تساوي ربوات ، غذ كان لها عمق معين ، في غيرته التي لم تقبل تعييرات ذلك الجبار . كذلك كان هناك عمق اَخر في عدم خوفه ن و عدم رهبته للموقف ، بل تقدمه للصفوف بمقلاعه و حصوته بكل إيمان أن الله سيدفع الجبار إلي يده ، إلي يده الصغيرة الملساء مثل حصاته .! حقاً هذه قوة .ليست مجرد العمل ، بل القوة التي فيه ، الإيمان الذي فيه..
قوة الخدمة قد تظهر أيضاً في نتائجها :
مثل قوة القديس أثناسيوس الرسولي في الدفاع عن الإيمان . و كيف أنه استطاع أن يحول دفة الموقف كله . و كما قال عنه القديس جيروم : " مر وقت كاد فيه العالم كله أن يصبح أريوسياً ، لولا أثناسيوس " ... و بالمثل نقول عن قوة حياة القديس أنطونيوس الكبير ، التي جذبت بتأثيرها الكثيرين ، حتي إنتشرت تلك الحياة الملائكة في العالم أجمع ...
هناك خدمة قوية ،و لا يلاحظها الناس ، لأنها في الخفاء .
قد يكون هناك اجتماع ناجح ، و تلقي فيه عظة قوية لها تأثير عميق . و ربما يكون سبب هذا النجاح كله ، اجتماع صلاة من اجل الاجتماع . ركب منحنية أمام الله تصلي من أجل أن يمنح الله كلمة للواعظ و استجابة من المستمعين ... هؤلاء المصلون لا يراهم أحد ، و لكنهم يمثلون قوة في الخفاء ...
الناس يعجبون بالنجف الساطع الضياء ، و لا يرون الموتور المولد للكهرباء !
و يمتدحون الضياء الذي يرونه ، و لا يذكرون إطلاقاً المولد الكهربائي الذي هو سبب القوة . لكنه يعمل في الخفاء . إنها خدمة الأساس المخفي و ليس البناء الظاهر .و كم من خدمات قوية جداً تعمل في الخفاء ، و لا يراها أحد ، مثل إرجاع مرتد إلي الإيمان ، أو هداية فتاة منحلة ، أو مصالحة اسرة متخاصمة . إنها خدمة في الخفاء ، و لكنها قوية . و قد تكون وراءها خدمة أخري قوية ،و في الخفاء . و هي قداس مرفوع لأجلها ، و له قوته ...
هناك نوع اَخر من الخدمة القوية غير الظاهرة و هي الخدمة الفردية .
الناس دائماً يمتدحون الاجتماعات العامة القوية . و نادراً ما يلتفتون إلي الخدمة الفردية التي قد تكون أكثر وقعاً و تأثيراً و تأتي بنتيجة قوية في القيادة إلي الملكوت .و تدخل فيها أيضاً خدمة الافتقاد ،و الجلسة الروحية بين أحد الآباء الكهنة و أسرة من رعيته . تري لو خيرت بين إلقاء عظة في اجتماع يحضره المئات ، و خدمة فردية لشاب ضال ، أيهما تختار ؟ لعازر الدمشقي سافر في خدمة هامة لإختيار زوجة لاسحق أصبحت جدة للمسيح . و قد يسر الله طريقه . و لاشك أن ابانا ابراهيم كان يصلي بحرارة من أجل ذلك . و هناك نسأل :
أكان نجاح المهمة بسبب صلاة أبينا إبراهيم ، أم بإخلاص لعازر الدمشقي ؟
قطعاً كان النجاح بكليهما : بالعمل الظاهر للعازر في أمانته و محبته لسيده ن و في العمل المخفي لإبراهيم . و قبل كل شئ لنعمة الله الذي " يسر طريقه ، تتحد قوة العمل و قوة الصلاة .
هناك نوع اَخر من الخدمة القوية ، و هو خدمة القدوة و البركة .
خدمة القدوة هي خدمة صامته ، و لكنها ذات تاثير أقوي من خدمة الكلمة ، لأنه تقدم النموذج العملي للحياة الروحية ، و هو بلا شك أقوي من مجرد الكلام عن تلك الحياة ... أما خدمة البركة ، فتتجلي في حياة أولئك الذين كانوا بركة في أجيالهم ، و قال الرب أثناء شفاعة ابراهيم في مدينة سادوم "إن وجد عشرة (أبرار ) ، لا أهلك المدينة من أجل العشرة " ( تك 18 ) . لم يقل إن صلي هؤلاء العشرة من أجل المدينة ، و إنما إن وجدوا ، مجرد وجودهم هو خدمة كبيرة لأجل المدينة ... لا يهلكهم الرب لأجلهم ... كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا .و كان أليشع بركة في بيت . و كان يوسف الصديق بركة في أرض مصر . بل كان نوح بركة للعالم كله. من اجله استبقي الله حياة للبشر استمرت علي الأرض .


wageh

المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 27/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى